الياس ابراهيم شماساً انجيلياً على مذابح أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة هنأ فيها الشماس الجديد، وتحدث عن مسؤوليات الشماس في الكنيسة فقال :" سمعنا ما جاء في رسالة اليوم وهي مأخوذة من أعمال الرسل، أن الرسل تلاميذ يسوع اجتمعوا واختاروا استفانوس وآخرين ليساموا شمامة، ووضعوا الأيدي عليهم وأقاموهم خدامًا في الكنيسة. نتيجة لتلك الرسامة كانت كلمة الله تنمو وعدد المؤمنين يزداد.
سيصبح الياس ابراهيم برسامته شماسا إنجيليا خليفةَ هؤلاء الرسل الذين أُقيموا في الكنيسة للخدمة والتبشير. حاز على الماجستير في الفلسفة والبكالوريوس في اللاهوت من معهد القديس بولس في حريصا. انتمى للأبرشية عام 2011 وهو الآن يتحمل مسؤوليات كثيرة فيها.
أختار الشماس الياس طريق العطاء والتضحية وبذل الذات. إختار أن يلبس محبة المسيح. فهو يرتسم لمساعدة المطران أو الكاهن في خدماته الليترجية والراعوية والرسولية وهي مرحلة مهمة جدا في حياة الإكليريكي تؤهله للرسامة الكهنوتية.
وللشماس مهمات محددة في الكنيسة
1- خدمة المحبة: فهو في خدمة الجماعة
2- خدمة الكلمة: فهو مبشر بالإنجيل وواعظ
3- خدمة الليترجيا: فهو يساعد المطران والكاهن في الاحتفال بالقداس الإلهي وباقي الأسرار والخدمات الليترجية، يوزع المناولة ويعظ وينشط الحركات الرسولية.
خدمته لا تنحصر بكلمات فهو يشارك الرعية بحياتها وبكل نشاطاتها: زيارات البيوت، زيارات للسجون والمستشفيات والمرضى والمسنين..
في تقليدنا الكنسي الشماس هو أذُنُ المطران ويَدُه وساعده. لذلك تقوم مهمته أولا في تكريس نفسه لخدمة الهيكل ولخدمة الأسقف ويساعده في رسالته، ويعمل بتناغم معه في بناء ملكوت الله."
واضاف " ليس سهلا أن يكون الإنسان شماسا في هذه الأيام فالناس لا يفهمون دوره ولا يفهمون الدوافع التي جعلته يقبل أن يكون شماسا ويعتبرون أن خدمته غامضة وصارت شيئا من الماضي، الناس لا يعرفون أن خدمته هي دعوة من السماء تماما مثل دعوة الكاهن أو المطران. وهنا لا بد لي أن أشكر ريتا زوجة الشماس لتشجيعه زوجها في تلبية نداء الله له، إن زوجة الشماس مثل "الخورية" زوجة الكاهن، لها دور مهم بمرافقة زوجها في عمله الرسولي والرعوي والسير معه في طريق قداسته. لذا أشكرها من جديد باسم الكنيسة.
كما أني أدعو الشماس ليكون من أكلة الكتاب كما يقول النبي حزقيال في إحدى نبوءاته: "يا ابن الإنسان، كل هذا الكتاب" (حزقيال 3/1) إي اقرأ الكتاب المقدس وتمعن بكلماته ولتكن هذه الكلمات حياتك، فالشماس مثل كل مؤمن ومثل كلِّ مُكرَّس مدعو ليأكل الكتاب، ليأكل كلام الله، لأنه مُفوضٌ من قبل الله لينقل كلمة الله للعالم. إنه حافظ لكلمة الله والكلمة هي يسوع المسيح، وإنجيل يسوع. لذا أهيب بكم اليوم جميعا أن تزداد معرفتكم بالإنجيل لأن كلام الله وحده يقدم لكم الحرية ويقدم لكم السبيل لتحافظوا على أخلاقكم المسيحية.
إن العالم لن يجد الحرية ولا السلام ولا العدالة إلا إذا اتخذ الإنجيل سبيلا إلى قيمه لأن كلام الله وحده هو أساس كل الأخلاق في العالم."
وختم درويش " أدعوكم اليوم أن تجعلوا الكتاب المقدس غذائكم اليومي وتعوّدوا ذواتكم على التأمل بكلماته وتنموا الرغبة فيكم بالمثابرة على قراءته كما يقول بولس الرسول لتلميذه تيموتاوس: "ثابر على القراءة والوعظ والتعليم" (1تي4/13). إننا نبقى ساعات طويلة أمام التلفزيون ونمكث وقتا طويلا في الملهى والمقهى والمطعم أو على الهاتف ونخاف من الانفراد بذاتنا، نخاف من المواجه مع كلام الله لأننا نظن أن الله سيأسرنا فهو يطلب منا أن نتنازل عن أمور كثيرة في حياتنا. الحقيقة أن الله يحررنا من عبوديات كثيرة يقدمها لنا مجتمع اليوم. فالمسيحي هو الذي يحسب نفسه أقلّ جهلا مما كان عليه البارحة ويحسب غده أنه صار أعظم تقوى مما كان عليه اليوم.
نبارك للشماس الياس ولزوجته ووالديه ولبلدة مشغرة وللأبرشية ونتمنى له خدمة مقدسة. أكسيوس، إنه مستحق."
وبعد الكلام الجوهري خرج الشماس برفقة عرّابه الأب جورج اسكندر من الباب الشمالي للهيكل متوجهين الى وسط الكنيسة، حيث قدّم الأب اسكندر الشماس الجديد الى سيادة المطران الذي كان جالساً على كرسي امام الهيكل. وبعد ان قبّل الشماس زوايا المذبح ثلاث مرات، جثا على ركبتيه امام المذبح حيث وضع المطران درويش يده عليه وتلا الصلاة الخاصة برسامة الشمامسة، ومن ثم البسه بدلة الشموسية وسط التصفيق والزغاريد.
وبعد القداس انتقل الشماس ابراهيم والمطران درويش والعائلة الى صالون الكنيسة حيث تقبلوا التهاني من الحضور، وأقيم حفل غداء في باحة الكنيسة للمناسبة.