الورشا من أسيزي: نطلب من الله أن يتدخّل من أجل لبنان ويسمع صرخة شعبه
وشارك في القدّاس لفيف من الكهنة الإيطاليّين ومن مختلف الدّول والتّابعين للجماعة، والرّعيّة المارونيّة الآتية من روما، بحضور رئيس بلديّة أسيزي مدينة السّلام.
بعد الإنجيل، ألقى الورشا عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "سعيد بوجودي بينكم في هذا اليوم، للاحتفال بالقدّاس الإلهيّ على نيّة السّلام في العالم وبخاصّة في لبنان، هذا البلد الّذي يجلد، وهو يحمل صليبه منذ العام 1975، لا ينفكّ يمرّ من أزمة إلى أخرى. واليوم، فإنّه يتألّم أكثر، والواقع يتفاقم سوءًا. إنّ الأفق لتخطّي هذه الأزمة باءت مغلقة من النّاحية البشريّة. إلّا أنّها تأتي التّعزية من السّماء، والرّجاء يأتي من يسوع المسيح، منبع السّلام.
ليست صدفة أن نجتمع في أسيزي للصّلاة من أجل السّلام في لبنان، ولكنّه بلا شكّ تدبير إلهيّ، الّذي جمعنا في هذه المنطقة الّتي تعتبر رمزًا للسّلام، للحوار والتّلاقي. نطلب من الله أن يتدخّل في هذا الوقت من أجل هذا البلد الصّغير والفقير (لبنان). لنطلب من الله أن يسمع صرخة الشّعب اللّبنانيّ الّذي يعيش مأساة على كافّة الأصعدة.
"يا ربّ، إليك صرخت..." (مزمور 141: 1). هذه الصّرخة تنبع من شعب لا يمكنه أن يستمرّ في العيش بطريقة كريمة. إنّ العدد الأكبر من الشّعب اللّبنانيّ يعيش تحت خطّ الفقر. ونتساءل بمرارة: كيف يمكننا الاستمرار للعيش؟ إنّ المستسفيات في أزمة، ولا تملك الإمكانيّات اللّازمة لاستقبال المرضى. المؤسّسات التّعليميّة تغلق أبوابها وترسل موظّفيها إلى منازلهم. إنّ الأمور الأساسيّة مفقودة لتأمين أقلّ ما يمكن لحاجات العائلة. ولذلك، فإنّ العديد من النّاس يهاجرون باحثين عن حياة كريمة وهادئة.
بكلمة واحدة، كلّ شيء انهار! وهذا بسبب إهمال المسؤولين، ناهيك عن الفساد الّذي انتشر بين الّذين عليهم أن يديروا الأمور السّياسيّة والاقتصاديّة... المشكلة الأساسيّة: إن سألت أحد المسؤولين عن سبب هذا الانهيار، من المسؤول؟ كلّ واحد يجيب: "لست أنا"."
هذا وذكّر المطران الورشا بزيارة البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني إلى لبنان سنة 1997 والّذي أشار في الإرشاد الرّسوليّ الخاصّ بلبنان قائلاً: "لبنان ليس بلدًا، إنّه رسالة"، وأضاف: "إنّ قداسة البابا أراد استباق مستقبل أفضل من أجل لبنان لو أنّ جميع اللّبنانيّين، وبالأخصّ الزّعماء، استطاعوا تضميد جراحات الماضي، ولكن للأسف، ولا أريد الدّخول في مناقشة سياسيّة، فقد حدثت تدخّلات خارجيّة مختلفة، وثمّ أتت التّنازلات، ممّا أدّى إلى إهمال الخير العامّ.
في 10 و11 أيّار 2022 سنحتفل بذكرى 25 سنة على زيارة البابا يوحنّا بولس الثّاني إلى لبنان. لنصلّي إلى الرّبّ طالبين أن يتحقّق حلم البابا القدّيس بلبنان يعمّه السّلام، حيث الحقوق الإنسانيّة الشّخصيّة والعامّة محترمة ومحميّة. لبنان مزدهر، لكي يعتبر من جديد "سويسرا الشّرق"."
وأنهى مردّدًا كلمات البابا فرنسيس في يوم الصّلاة الخاصّ من أجل لبنان في الفاتيكان في 1 تمّوز/ يوليو 2020 قائلاً: "إنّ للرّبّ مشاريع سلام، معًا من أجل لبنان"، وقال: "هذه كانت صرخة امرأة من منطقة صور وصيدا التقت بيسوع وألحّت عليه قائلة: "يا ربّ، ساعدني". هذه الصّرخة هي صرخة شعب بكامله، الشّعب اللّبنانيّ، اليائس والمرهق، المحتاج إلى الضّمانات والرّجاء والسّلام.
لنرافق بصلاتنا هذه الصّرخة. أيّها الرّبّ يسوع، من منطقة أسيزي، حيث القدّيس فرنسيس والقدّيسة كلارا والطّوباويّ كارلو أكوتيس، نطلب إليك أن تعطينا السّلام وأن تعلّمنا كيف ننشر السّلام، فنسعى للسّلام ونستحقّ أن ندعى أبناء الله (متّى 5: 9)".