العالم
23 تشرين الأول 2024, 05:40

الهند: حمل شعلة الأمل إلى المهاجرين في ولاية كيرالا

تيلي لوميار/ نورسات
جعلت الأخت غرايسي تومبراكودييل رسالتَها خدمةَ الناس من مختلف الأديان الذين يهاجرون من ولاية إلى أخرى، ومساعدتهم في رحلة تحويليّة تنقلهم من القمع إلى التمكين. وقد ألهم مثالُها العديد من المنظّمات الدينيّة والعلمانيّة والمنظّمات غير الحكوميّة لتبنّي قضيّة المهاجرين باعتبارها قضيّتهم، كما أخبرت "فاتيكان نيوز".

 

ولدت الأخت جرايسي تومبراكودييل كطفلة ثالثة لعائلتها، وهي الآن راهبة من راهبات الناصرة أخوات المحبّة.

في السنوات الأولى من حياتها الرهبانيّة، عملت الأخت جرايسي مع قبائل سانثال في جهارخاند لتثقيفهم وتمكينهم. لم تكن تعلم أن هذه التجربة ستكون بمثابة تحضير لعملها المستقبليّ.

في أواخر تسعينيّات القرن العشرين، شهدت الهند زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين من الولايات الشماليّة إلى الجنوب، وبخاصّة ولاية كيرالا، بحثًا عن العمل والاستقرار الماليّ. وعلى الرغم من أنّ نظامَي التعليم والرعاية الصحّيّة يلبّيان احتياجاتهم، إلّا أنّهم غالبًا ما يواجهون التمييز من السكّان المحلّيّين.

يعيش العديد من هؤلاء المهاجرين الداخليّين في شقق صغيرة ومزدحمة مع الحدّ الأدنى من المرافق بأسعار باهظة الثمن، ينظّمها أرباب العمل الذين غالبًا ما يفرضون قيودًا على الزوّار لضمان عدم وجود أعضاء إضافيّين.

في العمل، يعاني المهاجرون ظروفًا قاسية وغير عادلة، يتحمّلونها من أجل بقاء أسرهم....

استجابة لصرخة هؤلاء المهاجرين الاقتصاديّين، بادر اليسوعيّون الذين يخدمون في الهند، بالتعاون مع راهبات الناصرة، أخوات المحبّة، إلى إنشاء خدمة لهم.

تم تعيين الأخت جرايسي كعاملة اجتماعيّة، وبالاعتماد على معرفتها بالثقافات واللغات القبليّة، ولا سيما "Santhali" و "Ho" ، انغمست في إنقاذ هؤلاء الأفراد من محنتهم.

من خلال جهودها، تمكّنت الأخت جرايسي من جمع المهاجرين الكاثوليك للاحتفالات الإفخارستيّة والاحتفالات الثقافيّةن وعملت، منذ 2015، على رعاية المهاجرين بغضّ النظر عن خلفيّاتهم الدينيّة.... لضمان حصولهم على التعليم بشأن الخطط الحكوميّة، والحصول على الرعاية الصحّيّة، والقدرة على تقديم شكاوى في حالة حدوث أي إساءة في مكان العمل أو الإقامة.  

في البداية، وقع المهاجرون ضحيّة للتمييز من قبل الملاياليين المحلّيّين، وكانت هناك فجوة كبيرة بين السكّان المحلّيّين والمهاجرين. ومراعاة لهذا الواقع، أنشأت الأخت جرايسي منصّة حفّزت السكّان المحلّيّين، الذين كانوا في السابق مراقبين سلبيّين، على المشاركة كمتطوّعين في دعم المهاجرين.

تنتقل الأخت جرايسي إلى أجزاء مختلفة من ولاية كيرالا، وتساعد رجال الدين الكاثوليك المحلّيّين والمكرّسين على تعلّم كيفيّة إقامة صداقات مع المهاجرين.

في رسالتها مع المهمَّشين، واجهت الأخت جرايسي عقبات مختلفة...مع ذلك، وبعد سنوات عدّة من الخدمة، تمّ تمكين المهاجرين من تسجيل الشكاوى بأنفسهم وتعلّموا عدم التسامح السلميّ مع الظلم، وهم وجدوا في الراهبة أختًا ومنارة أمل...

تجسّد الأخت جرايسي جوهر دعوة البابا فرنسيس إبّان مقابلته العامّة في 28 آب/أغسطس 2024، عندما دعا إلى "نظرة متجدّدة وعميقة" تحتضن وجوه أولئك الذين يعبرون الحدود بحثًا عن الأمل وقصصهم.