العراق
28 آذار 2019, 08:51

الموصل تصلّي من أجل ضحايا العبّارة

أقامت الكنيسة الكلدانيّة في العراق صباح الأربعاء، رتبة صلاة ووقفة حداد على أرواح ضحايا "عبّارة الموت"، في كنيسة مار بولس في حيّ المهندسين- الموصل، ترأّسها بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو، بحضور السّفير الفاتيكانيّ في العراق ألبيرتو أورتيغا مارتن الّذي قرأ رسالة من البابا فرنسيس إلى الشّعب العراقيّ. كما حضر لفيف من الأساقفة الكلدان والآباء، إلى جانب فعاليّات المنطقة.

 

خلال الصّلاة ألقى البطريرك ساكو كلمة قال فيها بحسب بطريركيّة بابل للكلدان:

"بإقامة هذه الصّلاة، نعرب لأهلنا في الموصل المنكوبة، عن حزننا العميق على غرق العبّارة الأبرياء، يوم الخميس الماضي 21 آذار2019، في نهر دجلة، الّذين غالبيّتهم من النّساء والأطفال. إنّنا نؤكّد لعائلاتهم ولعموم أبناء الموصل العزيزة محبّتنا وقربنا وتضامننا معهم.

في هذه المناسبة، ندعو كافّة الفعاليّات السّياسيّة والاجتماعيّة والدّينيّة في المحافظة، إلى توحيد الصّفّ من أجل الموصل وأبنائها الّذين قاسوا الكثير، فما حصل كان بمثابة زلزال مدمِّر. هذه العبَّارة (عبَّارة السّلام) الّتي أغرقتْ العديد من الأشخاص، فغدَت عبَّارة الموت.

نأمل أن تكون هذه "المأساة" فرصة لجميع أبناء الموصل للسّعي من أجل تكثيف الجهود فيحولوا العبَّارة، الى عبَّارة الحياة والسّلام، وقوّة لمواجهة التّحدّيات، ودافعًا لتوفير متطلّبات الأمن والاستقرار، والبدء بعمليّة الإعمار، بعيدًا عن التّجاذبات السّياسيّة والمزايدات، وتصفية الحسابات وتسييس الحادثة لأجندات لا تخدم المدينة وأبناءها، بل تبثّ فيهم روح اليأس والتّشاؤم.

إنّ قيام دولة رئيس الوزراء بتشكيل "خليّة أزمة"، علامة إيجابيّة، لذا ينبغي التّعاون معها بحماسة وتجرُّد، للمّ الشّمل فنجعل من هذا الحدث الجلل فرصة لخلق ظروف إنسانيّة واجتماعيّة واقتصاديّة أفضل للمدينة وطمأنة أبنائها على حياتهم وممتلكاتهم.

ونظرًا إلى ظروف العراق القائمة، حيث يصعب على الدّولة وحدها القيام بكلّ هذه المهام، هناك ثمّة حاجة لتشكيل لجنة من المخلصين والمحبّين لمدينتهم، إلى جانب "خليّة الأزمة"، لجمع الأموال من داخل العراق وخارجه لإعمار ما تهدم، لأنّ وضعها استثنائيّ وبخاصّة منطقة السّاحل الأيمن وما فيها من معالم تاريخيّة.

ونحن ككنيسة نضع يدنا بيد إخوتنا وندعم كلّ ما هو لخير المدينة ووحدتها وأمنها واستقرارها وعودة أبنائها، وإعمار ما تهدّم. إن شاء الله تعود مدينة الموصل إلى وضع أفضل ممّا كانت عليه بهمَّة أبنائها الغيارى ويكبّر الأمل في القلوب، هذا حلمنا وهذا دعاؤنا.

وجودنا معًا وبحضور سعادة السّفير الفاتيكانيّ، لهو دعم لهذا الرّجاء أيضًا. نسأل الله أن يتغمّد ضحايا فاجعة العبَّارة بحنانه ورحمته ويشفي الجرحى ويُلهم ذويهم الصّبر والسّلوان".

وفي ختام الصّلاة، سلَّم الكاردينال ساكو مبلغًا قدره 20 ألف دولار أميركيّ إلى "خليّة الأزمة" لمساعدة عائلات الضّحايا.