الخليج العربيّ
15 تشرين الثاني 2022, 14:50

المطران هزيم يوجّه رسالة لأبناء أبرشيّته، والمناسبة؟

تيلي لوميار/ نورسات
تمنّى متروبوليت أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس غطّاس هزيم صومًا ميلاديًّا مباركًا لأبناء أبرشيّته في رسالة جاء فيها بحسب إعلام الأبرشيّة:

"في إطلالة صوم الميلاد، أتأمّل معكم في هذا السّرّ العظيم، سرّ المحبّة، سرّ التّجسّد الإلهيّ، الّذي يقول عند القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ "لا جديد تحت الشّمس إلّا التّجسّد الإلهيّ". مشهد نرى فيه طفلاً لم يلق مأوى وملجأ في اللّيالي العاصفة وبرد الشّتاء إلّا مذود بيت لحم. البعض يسأل "أين السّيّد؟ أما من عجيبة؟" الجواب أنّ وجه السّيّد تراه في ذاك الفقير والمشرّد ومكسور القلب، وكم هم كثر في هذه الأيّام، الّتي قست فيها القلوب، فتاه الإنسان، وانقطع عن ربّه، سعى وراء الخطيئة ظنًّا منه أنّها الحرّيّة والسّعادة، فإذا بها عبوديّة ويأس. نعم إنّها تطلّ علينا بحرّيّة مشوّهة، لأنّها تصبو إلى الجسد والأنا، لا لمجد الله والإنسان.

ها هو الصّوم يطلّ من جديد ليذكّرنا بيسوع المسيح الإله المتجسّد، يأتينا طفلاً قائلاً لنا "إن لم تعودوا كالأطفال، لن تدخلوا الملكوت". يسوع تجسّد مرّة واحدة ودخل التّاريخ والزّمن، ولا زال فعل التّجسّد مستمرًّا فينا، إن لم تجذبنا ملاذ الحياة ومتاعها، إن لم تأسر الخطيئة قلبنا، وإن لم يُعمّد فكرنا بنور نجمة الميلاد.

الميلاد جِدّة، والإنسان يتسمرّ في جِدّة المعموديّة إن لبسَ المسيح، وأصبح هو فكره وحياته، الصّوم تجدّد قائم على الصّلاة والعطاء، تلك الّتي فيها نلمس وجه الرّبّ، ونسمع نبض قلبه، فنصبح جددًا، مشرقين على الآخرين، بجِدّة تجدّدهم عندما يلمسون وجه يسوع المتجسّد فينا، فيأخذون منه الرّجاء والمحبّة والأمل. فهدف الصّوم أن نروّض ذواتنا: "لنعيش من أجل مسيحنا، ونتنفّس مسيحنا، ونترك مسيحنا يعيش فينا، ونريد أن يعمل المسيح فينا، ونسمح لمسيحنا أن يحكم فينا، وليس إرادتنا الخاصّة، نرجو أن المسيح مخلّصنا الحلو يعمل بداخلنا، محاطًا بقلوبنا". (القدّيس الشّيخ إفمانيوس ساريزاكس)."