المطران نفّاع في عيد مولد العذراء من إهدن: الأمّ الصّالحة تضحّي بذاتها لأجل أبنائها
وللمناسبة، ألقى نفّاع عظة قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نجتمع اليوم بعيد جديد للعذراء مريم، وكثرة أعيادها في الكنيسة دليل على مدى أهمّيّتها ودورها. إنّ هذا العيد له خصوصيّة فهو عيد ميلادها هي الّتي ولدت بلا دنس والله حفظها من الخطيئة الأصليّة.
قد نسأل: إذا الله وهب العذراء مريم كلّ هذه النّعم فهي ماذا فعلت؟ ولماذا اختارها هي بالذّات؟ والجواب هو أنّ الله اختار مريم لأجلنا ووهبها هذه النّعم لأجلنا كي نكون مرتاحين وفرحين، ولولا هذه النّعم الّتي وهبها إيّاها لكنّا اليوم في خطايانا وكنّا ما اكتشفنا جمال إيماننا المسيحيّ.
إذًا علينا شكر الله على عطاياه لمريم لأنّه أعطاها لنا فهو على قدر ما أحبّ يسوع مريم يقول لي اليوم في الإنجيل أحبّك أنت أكثر، ومريم تقول لنا أنا أحبّكم أكثر فأنا لم آخذ شيئًا من هذا المجد لنفسي، فالأمّ الصّالحة تضحّي بذاتها لأجلنا والعذراء كذلك كل ما حصلت عليه وهبته لنا.
اليوم نحن نحتفل بعيد الكنز الّذي أعطانا إيّاه الله من خلال العذراء مريم، وكلّ ما أقدّمه لله أكون أردّ له ما أعطاني إيّاه منذ زمن "مريم والخلاص".
يسوع وهو يقوم بفعل الخلق كان يفكّر فينا ولأجلنا، ونحن على هذه التّلّة نقول له ما من أحد أحبّنا مثلك عندما أعطيتنا مريم لتكون أمّنا.
نحن اليوم علينا أن نفرح بهذا العيد وبعطيّة العذراء مريم ومهما أعدنا إليه لن نعيد إليه جزءًا ممّا أعطانا إيّاه والّذي ليس له ثمن ولا حدود العذراء مريم.
إنّنا نقدّم هذه الذّبيحة عن راحة نفس المرحوم الشّيخ فايز معوّض وزوجته وأهله وعائلته الّذي على هذه التّلّة أعطانا هذا المقام الدّينيّ المقصود من كلّ الدّنيا لتكريم العذراء مريم وعلى نيّة أبنائه الحاضرين بيننا الشّيخ وليد والشّيخ دايفد وليعطيهم الله لهم ولعائلاتهم ولنكرّم مريم حقّ الإكرام ولندرك أنّ كلّ صلاة نقدّمها لها ستعود لنا نعمًا وإكرامًا ومحبّة لأنّها هي أمّ صالحة لنا".