المطران نفّاع في اليوم العالميّ للمريض: الحبّ هو العلاج!
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران نفّاع عظة قال فيها بحسب إعلام النّيابة البطريركيّة: "نواجه كلّ يوم الوجع في بيوتنا، وفي محيطنا. المرض يدلّ على نفسه، لذلك نسأل لماذا يوم مخصّص للمريض؟ في الحقيقة كي نعرف مواجهة الوجع بإيجابيّة، وجعنا جميعنا. ولذلك أيضًا، خصّص قداسة البابا فرنسيس اليوم العالميّ للمريض وركّز برسالته على ثلاث أفكار: لقاء، عطاء، مشاركة. فأمام المرض، نلتقي ونعطي ونشارك. ببعض الأحيان نرى أنّ المرض هو مصيبة ولكن يقول البابا في رسالته أنّ المرض هو فرصة حتّى تلتقي العائلة مع بعضها البعض. ففي فترة المرض، تظهر مساندة العائلة أو بالعكس وللأسف يظهر غياب العائلة.
في هذا الوقت، يبيّن المرض طينة النّاس، والجدير بالذّكر أنّ كلّ إنسان منّا هو مريض، فكلّ يوم تشرق الشّمس فيه، يُسرَقُ نهارٌ من عمرنا ونضعف. وحتّى في أوّل يوم من حياتنا: إنّ الطّفل بحاجة لأمّه، ونحن كذلك كلّنا بحاجة إلى بعضنا البعض. فتسمية هذا مريض وآخر سليم هو لأمر غبيّ. فالنّعمة هو أن يكون في حياة كلّ إنسان أحد يسانده والمرض أن لا يتوفّر أحد للمساندة.ويقول البابا أيضًا المرض هو عطاء فنحن لا نعطي المريض فقط بل هو أيضًا يعطينا ونأخذ منه رضى الله ومحبّته.
الشّكر هو للمريض الّذي سمح لي بأن أعطيه العناية وأن يعطيني هو بدوره رضى الله وأن أكون بعلاقة مع المريض. والفكرة الثّالثة هي في المشاركة. فبما الألم هو جزء من حياتنا يجب أن نلتقي ونعطي بعضنا البعض ونكرّس الوقت إلى المشاركة، المشاركة وليس الاستغلال.
فكلّ وقت نلتقي بالمرض، هو لقاء مع أهلنا. صحيح أنّ العمل في المستشفى عو عمل بأجور ورواتب لكي نعيل عائلاتنا ولكن نحن نلتقي بالمريض ونتشارك معه ونعطيه.
فعلًا كلّ مرّة بأيّ مجلس نتحدّث عن مستشفى سيّدة زغرتا الجامعيّ نسمع أنّنا في بيتنا. فالإستقبال هو بمحبّة. فشكرًا لكم لأنكّم تقدّمون الحبّ قبل الطّبّ، تقدّمون الحبّ قبل الدّواء، تقدّمون الابتسامة رغم تعبكم، فالحبّ هو العلاج. لذلك نفتخر بهذا المكان المقدّس مستشفى سيّدة زغرتا الجامعيّ والرّسالة مستمرّة. فالمستشفى تتميّز بمكتب مختصّ في المرافقة الرّوحيّة والمرافقة الرّاعويّة للمريض الّذي يديره أشخاص تابعوا الدّراسة في الجامعة اليسوعيّة حول سبل المرافقة للمريض كي تكون مرافقة علميّة.
فالشّكر لهذه المجموعة الّتي قبلت وبادرت حتّى تكون اليد المساعدة للمستشفى وتتابع المريض.
الشّكر على الوقت والمجهود. ونطلب من الرّبّ مساعدتنا في كيفيّة الاستفادة من هذه الشّهادة لتحويلها إلى لقاء وعطاء ومشاركة لكلّ الأشخاص الّذين هم بحاجة. وعد أن يكون همّنا اللّقاء مع يسوع ونشر فرح المسيح، هذا هو أكبر نجاح."
وبعد القدّاس كانت كلمة للمونسنيور فرنجية: "كلّنا نعلم أنّ الكنيسة تضع اليوم العالميّ للمريض، اليوم العالميّ للشّبيبة والعديد من المواضيع لتعطي الأهمّيّة لها. وهذا اليوم يلقي الضّوء على أهمّيّة المريض. أشكر سيادة المطران على رعايته وإشرافه على هذه المستشفى. ,أشكر صاحب الغبطة البطريرك الرّاعي على رعايته أيضًا، أشكر كلّ المدراء والّذين يعملون في المستشفى ويخدمون المرضى، المريض هو قوّة لنا.
تحتفل الرّعيّة أيضًا نهار الأحد باليوم العالميّ للمريض عند السّاعة الحادية عشر في كنيسة مار يوحنّا المعمدان زغرتا كي نصلّي من أجل مرضانا والعاملين في هذا الحقل".