لبنان
21 كانون الثاني 2022, 07:30

المطران معوّض: كنائس لبنان مدعوّة إلى التّضامن مع الشّعب المتألّم وإعلاء الصّوت النّبويّ للمسؤولين من أجل إنقاذ لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
في اليوم الثّاني من أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسحيّين، أقيم لقاء مسكونيّ في كاتدرائيّة مار مارون- كسارة، كانت خلالها عظة لراعي أبرشيّة زحلة المارونيّة المطران جوزف معوّض قال فيها:

"نجتمع اليوم لنصلّي من أجل وحدة المسيحيّين في أسبوع الصّلاة على هذه النّيّة، والممتدّ كلّ سنة من 18 إلى 25 ك2. تصلّي معًا الكنائس المشاركة في هذا الاحتفال، الّتي كراسي أسقفيّتها في زحلة: الرّوم الأرثوذكس والكنيسة المارونيّة المضيفة لهذه السّنة، مع كنيستي الرّوم الكاثوليك والسّريان الأرثوذكس اللّتين تعذّر حضورهما بسبب الأحوال الجويّة، والكنائس الّتي لها رعايا في زحلة والبقاع وهي الكنيسة الأشوريّة، والأرمن الأرثوذكس، والأرمن الكاثوليك، واللّاتين، مع رعايا السّريان الكاثوليك والإنجليّين الّتي تعذّر أيضًا حضورها بسبب الأحوال الجويّة.  

وككلّ سنة في هذه المناسبة، صدر كتيّب أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، بصورة مشتركة، من قبل المجلس الحبريّ لتعزيز وحدة المسيحيّين، الّذي يمثل الكاثوليك؛ ومن قبل لجنة إيمان ودستور التّابعة لمجلس الكنائس المسكونيّ الّذي يمثّل العائلات الأرثوذكسيّة والأرثوذكسيّة القديمة والبروتستانت. وكان مجلس كنائس الشّرق الأوسط قد أعدّ لهذه السّنة، مشكورًا، مشروع الكتيّب الّذي يتضمّن تأمّلاً لزيارة المجوس ليسوع المسيح، كمنطلق للتّأمّل في المسعى المسكونيّ.

في هذا النّصّ نتأمّل بالنّجم الّذي قاد المجوس إلى السّيّد المسيح. كذلك إنّ الكنائس في الشّرق الأوسط، ونحن جزء منها، بتعاونها مع بعضها مدعوّة، بقوّة الرّوح القدس، إلى أن تؤدّي شهادة مشتركة تقود هذا الشّرق، كنجم المجوس، إلى السّيّد المسيح. فالمسيح نور العالم، يكشف للإنسان هويّته، وهي البنوّة لله بفعل الرّوح القدس على مثال الابن الوحيد، ومدعوّ ليتبع المسيح على رجاء المشاركة في قيامته المجيدة.

والنّجم في النّصّ الإنجيليّ يرافق المجوس في مسيرتهم. وهو بذلك رمز إلى الله الّذي يرافق الإنسان والشّعوب في بحثهم عن الحقيقة ليكشفها لهم، وفي آلامهم ليخلّصهم منها. وكذلك كنائس الشّرق الأوسط مدعوّة لتكون علامة رجاء في أوطانها ومجتمعاتها، تشهد لحضور الله معها. فلهذا الشّرق تاريخ من الآلام، فهو عانى ويعاني من الظّلم، والصّراعات، والقمع، وضعف الهيكليّات السّياسيّة، والأزمات الاقتصاديّة، والهجرة، والتّطرّف الدّينيّ، والنّزعة الدّيكتاتوريّة، والنّظام الأحاديّ. أمام هذا الواقع تتعاون الكنائس في الشّرق الأوسط لتسير مع شعوبها وتقودها إلى التّرقيّ، وذلك عبر دفاع هذه الكنائس عن كرامة الإنسان، وحقوقه الأساسيّة كحرّيّة الرّأي والتّعبير وحرّيّة العبادة والضّمير، وعبر مطالبتها بأنظمة سياسيّة عادلة مرتكزة على الدّيمقراطيّة والمواطنة حيث يتساوى كلّ المواطنين أمام القانون مهما كان دينهم، وعبر مطالبتها بتداول السّلطة، وبدولة القانون والمؤسّسات؛ وعبر تضامن هذه الكنائس مع المحتاجين أيًّا كانوا، وعبر حوارها المشترك مع الأخوة المسلمين. كلّ ذلك، مع الشّهادة المشتركة للمسيح السّابق ذكرها، يشكّل مساحات للتّعاون المسكونيّ. وفي هذا السّياق، إنّ كنائس لبنان مدعوّة في هذه الظّروف الصّعبة، للتّعاون معًا بروح مسكونيّة، خصوصًا في الدّعوة إلى تجديد الإيمان بأنّ الله معنا على الرّغم من ظروفنا الصّعبة، وفي التّضامن مع الشّعب المتألّم، وفي إعلاء الصّوت النّبويّ للمسؤولين، لكي يلتقوا بصورة طارئة ويجدوا الحلول، وهي متوفّرة، من أجل إنقاذ لبنان.  

في صلاتنا اليوم نتّحد كلّنا في السّجود للسّيّد المسيح كما فعل المجوس، ونجدّد أخوّتنا واحترامنا لبعضنا البعض. ونسأل السّيّد المسيح أن يقوّينا للشّهادة له، وللتّنديد بالظّلم والدّفاع عن القيم الإنسانيّة، فنسهم في توجيه مجتمعنا وهذا الشّرق إلى طريق جديد يقود إلى خير الإنسان والشّعوب، وإلى تمجيد الله. آمين."