المطران معوّض ترأّس في قبّ الياس قدّاس كاريتاس لبنان- إقليم البقاع الأوسط
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس تناول المطران معوّض في كلمته "روحيّة رسالة كاريتاس في خدمة الإنسان دون تمييز، والبُعد الرّوحيّ والرّسوليّ لخدمة كاريتاس"، مؤكّدًا أنّ "خدمة المحبّة في الكنيسة تعود إلى أساسها، وقد بدأت مع سيّدنا يسوع المسيح والرّسل، الّذين شكّلوا العمود الفقريّ للكنيسة الأولى".
ورحّب المطران معوّض بالأب عبّود، متمنّيًا له القوّة لمتابعة مسيرته في خدمة الإنسان، كما حيّا إقليم كاريتاس زحلة برئيسته ميرنا خزاقة حايك وأعضائه، مشدّدًا على أهمّيّة تعاونهم مع الهيئات كافّة للقيام برسالتهم بمحبّة.
وفي حديثه عن الرّسل، قال معوّض بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "رغم أنّنا لا نملك تفاصيل وافية عن حياة جميع الرّسل، نعلم أنّهم أتوا من بيئات متنوّعة، وكانوا شهودًا على حياة السّيّد المسيح، على معجزاته، وآلامه، وقيامته. الرّسل نقلوا الإيمان، وكلّ جيل يتعرّف على المسيح من خلال شهادتهم".
وأوضح أنّ "الرّسالة الرّسوليّة لا تتكرّر، لكن سلطان الرّعاية والتّعليم والتّقديس انتقل إلى خلفائهم من الأساقفة، الّذين يواصلون اليوم مهمّة الكنيسة"، مشيرًا إلى أنّ الكنيسة الأولى أطلقت منذ نشأتها خدمة المحبّة عبر صندوق مشترك، ما ساعد في القضاء على الحاجة بين المؤمنين بفضل روح التّضامن".
وفي ختام القدّاس، ألقى الأب عبّود كلمة لفت فيها إلى أنّ "الدّراسات أظهرت وجود خيرات وافرة في الأرض تكفي لمرّة ونصف، ومع ذلك لا تزال هناك عائلات فقيرة محرومة منها. هذا الواقع المؤلم يكشف أنّ العدالة، للأسف، لا تصل إلى الجميع، وخصوصًا إلى أصحاب الحاجة".
وتابع: "من هنا، وُلد في قلب المجتمعات، وداخل الكنيسة، أشخاص نذروا أنفسهم ليكونوا أداة عدالة الله، ينفّذون ما بدأت به الكنيسة في رسالتها، وخاصّة في ما يخصّ العدالة الاجتماعيّة، ومن بينهم رسالة كاريتاس".
وأردف: "كاريتاس، هذه المؤسّسة الكنسيّة العالميّة، الحاضرة في أكثر من 200 دولة، والمنظّمة ضمن اتّحاد يضمّ 162 كاريتاس وطنيّة، تعمل في لبنان من خلال 26 إقليمًا رعويًّا، وفي منطقة البقاع من خلال 6 أقاليم، ومن ضمنها إقليم البقاع الأوسط. باسم مجلس الإدارة، وباسم الأب رولان مراد منسّق الأقاليم، نوجّه تحيّة شكر وتقدير إلى سيادتكم، يا سيّدنا، على اهتمامكم الشّخصيّ والمتواصل، ليس فقط بهذا الإقليم، بل بجميع مناطق لبنان. هذا الاهتمام الأبويّ هو تعبير صادق عن روح الرّاعي الصّالح".
وأضاف: "كاريتاس هي، وستبقى، الجهاز الاجتماعيّ للكنيسة، تعمل باسمها، وتخدم أبناءها، بل وكلّ أبناء الوطن، كما يعلّمنا شفيعنا أبونا يعقوب الكبّوشيّ أنّ النّبع لا يسأل الشّارب منه عن دينه أو طائفته أو أصله، بل يعطي الجميع بفيض محبّته. نتقدّم بالشّكر لإقليم البقاع الأوسط، للسّيّدة ميرنا خزاقة ولكلّ أعضاء الإقليم، وللشّيخ غسّان نصار على جهوده، ولنوجّه أيضًا كلمة شكر وتقدير إلى مرشد الإقليم، إلى الآباء والرّهبان الكرمليّين، الأنطونيّين، اليسوعيّين، على احتضانهم ودعمهم للعاملين في كاريتاس".
وإختتم: "كاريتاس تسلّم بيد تُعطي ويد تأخذ، لأنّها الوسيط بين المعطي والمحتاج." وكلّ مرّة نسمع فيها محسنًا يقول لنا: "الله بعتكن إلنا"، نزداد يقينًا أنّ كلّ واحد فينا مُرسل من الله ليمنح نعمته لأخيه الإنسان. نشكر الله، لأنّنا نثق أنّه لن يترك شعبه أبدًا.وشكرًا لكم جميعًا".
بعدها، انتقل الحاضرون الى صالون الكنيسة، وألقت السيدة ميرنا خزاقة حايك كلمة شكرت فيها للمطران معوّض رعايته لهذا الإحتفال ولترؤّسه الذّبيحة الإلهيّة على نيّة كاريتاس ودعمه الدّائم لمنطقتنا، كما رحّبت بالجميع وشكرت حضورهم ومساهماتهم في استمراريّة كاريتاس ومحاربة الفقر، وتلت عددًا من المشاريع الّتي هي في طور التّنفيذ وأملت أن تفيض المحبّة والعطاء في قلوب الحاضرين لتزدهر كاريتاس بالخيرات والبركات في العطاء أكثر.