لبنان
25 آذار 2018, 13:30

المطران قصارجي من بعبدا في أحد الشعانين : الربّ يسير معنا على دروب الحياة ويدعونا جميعًا لنمشي خلفه حتى نصعد معه إلى أبيه في اورشليم العلوية

ترأس المطران ميشال قصارجي، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان، الذبيحة الإلهيّة لمناسية عيد الشعانين في كنيسة الملاك رافائيل في بعبدا برازيليا. وبحسب ما ذكر موقع الوكالة الوطنية للإعلام، حَضَرَ القداس المجلس الاعلى للطائفة ورابطة الشبيبة الكلدانية والجمعية الخيرية وابناء الرعية ومؤمنين. بعد الانجيل المقدس، القى قصارجي عظة بعنوان "سلام الله الذي يفوق كل فهم، يحفظ قلوبكم وبصائركم في المسيح يسوع"، قال فيها:


"صعود الرب يسوع المسيح الى مدينة اورشليم قبيل آمه الخصية وموته المحيي، يمثل ايضا مسيرتنا الى الملكوت، نحن الصاعدين الى اورشليم السماوية في الملكوت المعد لنا. في هذه المسيرة يستقبلنا البعض في ساحات الحياة وعند مفارق طرقها بالترحاب والهتاف، ويهتف لنا في اماكن أخرى قوم آخرون مرددين الشتائم وعبارات السخرية والتعنيف المعنوي. هذان الموقفان اللذان ذكرناهما، اختبرهما الرب يسوع ايضا، فعاش اللقاء مع اصدقاء حقيقيين ومرارة الصدمة من مواقف أصدقاء ورفقاء مزيفين اسلموه الى الموت. لذلك، فالمسيح عاش اختباراتنا انسانية بملئها وتفاعل معها وشك. فرح وتهلل ثم حزن وبكى. لكنه استطاع باتحاده الوثيق بالله أبيه، ان يحافظ على سمه الداخلي. على ذاك السم الذي يفوق كل فهم بشري، ليس مرتبطا بحسابات مادية بل هو متصل بثقة بنوية تجعلنا نرتمي في احضان ابينا السماوي الذي يعتني بكل منا عناية الوالد الرحوم".

اضاف: "نستطيع ان نشعل نار هذه الثقة وذاك الرجاء في افئدتنا، إن لم نكن على صلة وثيقة بالرب، بواسطة الصلاة. وهذا ما يؤكده لنا القديس بولس الرسول في رسالته الى اهل فيليبي قائ: "الرب قريب... تهتموا بشيء، بل في كل شيء فلتكن طلباتكم معلومة لدى الله بالصلاة والتضرع مع الشكر" (فيليبي 4/6)".

وتابع: "الرب يسير معنا على دروب الحياة كما سار مع شعبه في القفر قديما، وكما سار مع تلاميذه الاثني عشر في طرق الناصرة والجليل والسامرة وارشليم وكفرناحوم وصور وصيدا وقيصرية فيليبس. وشفى المرضى بمروره وأقام الموتى وعزى الحزانى ودعانا جميعا لنمشي خلفه حتى نصعد معه الى ابيه في اورشليم العلوية لنأكل ونشرب معه في ملكوته الى مائدته. من الذي ادرك أن الرب يشبع جوعنا ويروي ظمأنا ويسير بنا الى المراعي الخصيبة؟ إنهم اطفال انقياء القلوب، الذين لا يقيمون وزنا كبيرا للحسابات الدقيقة والخوف من المستقبل المجهول، بل نراهم يحييون الاتي باسم الرب حاملين بأيديهم سعف النخل وأغصان الزيتون. وقال عنهم السيد إنهم فقهوا سره العميق بسذاجتهم هذه: "من لا يقبل ملكوت الله كطفل لا يدخله!" (لوقا 18:17) الظروف الصعبة التي يتخبط فيها مشرقنا العربي ينبغي ألا تفقدنا امل بغد مشرق زاهر لأن "جميع الأرض قد شاهدت خلاص الهنا" (مز 97/3)".

وقال: "رقص داوود قديما امام تابوت العهد الصاعد الى اورشليم وترقص اليوم قلوبنا فرحا وغبطة ونحن نواكب يسوع، ابن الله المتجسد، في دخوله القدس، قدس اقداس قلوبنا التي تنتظر زيارته بفارغ الصبر. عسانا نستقبل الملك السماوي في افئدتنا وعائلاتنا بتوبة صادقة ورغبة بالعودة الى كنفه، ولنمت في اسبوع الآلام عن إنسان الخطيئة الذي يعشش في دياجير حياتنا حتى ننهض معه في قيامته ممتلئين بالمجد".

وختم: "صلاتنا نرفعها في هذا اليوم المبارك على نية أطفال العالم أجمع ولا سيما أطفال لبنان والعراق وسوريا وفلسطين. على نية أبناء هذه الابرشية المباركة لبنانيين وسوريين وعراقيين مهجرين بلغ عددهم أربعة آلاف عائلة تقدم لهم أبرشية بيروت الكلدانية مختلف أنواع المساعدات بالرغم من ضآلة الموارد شبه المعدومة. دعاؤنا نرفعه في هذا الاحد المجيد على نية لبنان وانتخابات النيابية المقبلة، حتى تكون نسمة خير تهب مع حلول هذا الربيع العطر، فيعبق أريج القيامة الاتية في كيان البشر وحنايا الحجر. بشفاعة سيدة البشارة، جامعة جميع اللبنانيين تحت لواء أمومتها، استجب يا رب دعاءنا وزر قلوبنا واستوطن فيها لك المجد الى البد".
بعد القداس طاف المؤمنون في باحة الكنيسة حاملين سعف النخل واغصان الزيتون.