العالم
19 آذار 2020, 14:30

المطران فضّول: إرحم يا ربّ إرحم شعبك!

تيلي لوميار/ نورسات
ناجى راعي أبرشيّة سيّدة البشارة في أفريقيا الغربيّة والوسطى المارونيّة المطران سيمون فضّول الله في هذا الوقت العصيب من إيبادن- نيجيريا، فتضرّع إليه طالبًا رحمته، وكتب:

"ربِّ يسوع،  

ها أنا وإخوتي الكهنة وأبناء وبنات أبرشيّة سيّدة البشارة- أفريقيا، في يوم عيد مار يوسف البتول، وعشيّة عيد البشارة، نبتهل إليك متوسّلين، نحنُ الّذين ما زلنا بوضعٍ أفضل نسبيًّا من وضع إخوتنا في لبنان والعديد من دول العالم، نرفع إليك الصّلاة متّحدين بإخوتنا المؤمنين، ملتمسين رحمتك على إنساننا وشعبنا وأرضنا، فلا رجاءَ لنا سواك يا ربّ.  

ها إنّنا، وإن أُغلقت الكنائس وتوقّفت الصّلوات الجماعيّة وحُرِمَ المؤمنون من القدّاس، نبقى على الصّلاة مواظبين كاسرين خبزك، خبز الحبّ الأبديّ، مع بعضنا من أجل إخوتنا ومعهم، كما الجماعة المسيحيّة الأولى.  

إقبل صلاتنا عن الّذين لا يتمكّنون من الصّلاة! وإقبل توسّلنا عمّن لا يعرفون توسّل رحمتك.  

إقبل قرباننا عن الّذين حُرِموا من نعمةِ القدّاس والاتّحاد بك في المناولة. فنحنُ سنظلّ نرفع القربان ونسجدُ أمامه، ونتّحد بجسدك المقدّس ودمك الغافر طالما فينا مَن يمكنه الوصول إلى مذبحك.

فنحن أعضاء جسدك الواحد! حين يتألّم عضو منه، يعضده الآخر لإعادة إنعاشه. فإن تسكّرت كنائس ما زالت كنائس أخرى مفتوحة، فأنت حيّ، تعيش فينا ومعنا، تعلّمنا أن نرفض الانصياع للضّعف والخوف والقلق، للمرض والاستسلام.  

كيفَ لنا أن ننسى ما قلتَه لنا "أنا معكم، لا تخافوا!"ها نحن يا ربّ، ننزع الخوف من قلوبنا، ونرتمي عند قدميك كالأبرص صارخين: "إن شئتَ فأنت قادر أن تطهّرنا". دَعنا نلمس طرف ردائك كالمرأة المنزوفة، فيتوقّف نزيف شعبنا.

أليسَ في وسطنا "عشرة أبرار" فتعفو عن المدينة؟!

الملايين من "فقراء الرّوح" و"الودعاء" و"الرّحماء" و"المضطهدين من أجل البرّ" ومَم يستظلّون فيء الإنجيل ويفترشون الإيمان منزلاً، يصرخون "رحماك يا ربّ رحماك".بلسِم بمراحم حنانك جراح المرضى وأوجاعهم، والمِسْ برداء عطفك نفوس الأطبّاء والممرّضين والأهل ومدّهم بقوتك.  

أشرِق علينا بنور وجهكَ فتنقشع السّحابة عن وجوهنا وتصبح أنت الكلّ في الكلّ. آمين!".