لبنان
29 آب 2016, 08:12

المطران عون :الاوطان تبنى بالتضامن والمحبة وما يقتل الوطن هو الفساد المستشري

كرم مختار بلدة عين الغويبي احمد علي برو، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون خلال حفل عشاء اقامه على شرفه في دارته شارك فيها قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران، رئيس البلدية احمد برو، المطران منجد الهاشم، المونسينيور يوسف السخن، رئيس المؤسسة الخيرية لابناء جبيل وكسروان الشيخ حسين شمص، الشيخ احمد اللقيس ممثلا امام جبيل الشيخ غسان اللقيس، مستشار وزير الطاقة والمياه جان جبران، آمر سرية جونية في قوى الامن الداخلي المقدم جوني داغر وآمر فصيلة قرطبا النقيب شحادة فجلون، الامين العام الاسبق لحزب الكتلة الوطنية جان الحواط، رئيس مجلس الادارة المدير العام لامتياز كهرباء جبيل ايلي باسيل وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير ومشايخ وكهنة وحشد من الفاعليات والمدعويين.

بعد النشيد الوطني، كلمة ترحبية لناشر مجلة الروابط الزميل جورج كريم ،وقصائد من الشاعرين سليم كرم وباسمة زعيتر، القى صاحب الدعوة كلمة قال فيها :" ما اعزب الحنين للمجد والفخر بهذه اللقاءات الوطنية الجبيلية وما ابهى لباس العنفوان فيها والتغني باناشيدها حيث يطرب لها الهندار والكنار".

اضاف :"ان معنى لبنان هو بمسلميه ومسيحييه معا. ان لبنان لا يمكن ان يوجد الا بوجود هاتين المجموعتين معا. فلا معنى للبنان من دون مسيحييه ، كما انه لا معنى للبنان من دون مسلميه ، ولا تكتمل اسلامية مسلميه من دون مسيحييه. كما لا تكتمل مسيحية مسيحييه من دون مسلميه وبالنهاية نحن ابناء هذا الوطن خلقنا معا نعيش معا نموت معا ليحيا لبنان" . 

وقال" :الاعتدال روح الحياة وبقاء لبنان وان الاعتدال هو الشجاعة لانه لا يخاف الاخر ، وهو القوة الفعلية لانه يوحد ولا يجزء، اما التطرف فهو جبان لانه لا يتجرأ على مواجهة العقل بل يختبئ خلف الغرائز وهو ضعيف لانه يعزل نفسه ويفتت القوى".

ووجه نداء الى الشركاء في الوطن قائلا :"ان المستقبل هو في لبنان اما خارج لبنان فسراب وضياع فلنشبك الايادي ولنمشي معا من اجل لبنان ومن اجل العدالة والكرامة والمساواة للجميع وبين الجميع لبقاء لبنان".

وختم :" متحدثا عن صفات المكرم واصفا اياه بانه رجل دين وعلم وايمان وابداع الهم على التواصل والتلاقي في وطن رفع الى صدور الرسالة يوم تعانق صوت اجراس الكنائس بصوت المآذن .وهو جوهرة جامعة القيم والمواهب وقلبه نابض بالخير". 


وفي الختام القى المطران عون كلمة شكر فيها اصحاب الدعوة على تكريمه واصفا "هذا الجمع الذي يختصر الوطن بمحبته وصدقه وشفافيته وبالتزامه القيم التي تنبع من هذا الجبل المبارك" .

وقال: "ان لبنان هو لبنان الرسالة لانه بني على التعايش والعيش معا وعلى الحفاظ على القيم المشتركة بين المسيحيين والمسلمين ، عندما كانت تتعانق اصوات المآذن مع اصوات اجراس الكنائس التي تدعو الى مناجاة الله والى ان نرفع قلوبنا الى العلى لنستلهم رب السماء الذي لا يعلم الا المحبة" . 

وتابع: "عندما تكلم الرسول بولس عن يسوع المسيح بانه هدم جدار العداوة لان المسيح لم يتكلم الا بالمحبة ولان الابعدين والاقربين والذين كانت تفصلهم ثقافات وحتى عداواة عندما تعرفوا الى تعاليم الرب يسوع التزموا المحبة عمدا واصبحت هي المرشد لمواقفهم وكلماتهم ولذلك نقول اليوم ايضا بان كل صلاة ترفع قلب الانسان الى العلى تقربنا من بعضنا البعض ، لانها تقربنا من ابينا المشترك اي الله الذي احبنا وخلقنا اخوة وعلمنا بان المحبة هي اساس التعامل بين البشر ، لذلك اتمنى ان يكون هذا اللقاء الجامع صورة بهية عن لبنان امام كل ما نشهده على الساحة اللبنانية". 

واضاف: "ان المشكلة في لبنان ليست تعدد الطوائف او المذاهب بل هي عندما نخون الوطن والاخوة لاننا نفكر فقط بانانية بذاتنا وهذا اساس الفساد" .

واوضح "ما يقتل الوطن هو الفساد المستشري عندما ينظر الانسان الى ذاته وكانه ينظر الى الكون لانه يختصر كل شيء في ذاته، في حين ان الاوطان تبنى بقدر ما نعتبر انفسنا خداما وبناة في سبيلها ، لذلك كل واحد منا مدعو لان يبني مدماكا في بناء الوطن ، فالاوطان تبنى بالتضامن والمحبة وايضا بالعيش بشفافية وحب العطاء والاخر ، وعندما ينسى كل واحد ذاته لينظر الى الاخر على انه يكمله" .

وتابع: "ان ما انقذ الوطن من حرب دامت اكثر من خمسة عشر عاما هو هذا التراث الذي عاشه آباؤنا واجدادنا بالعيش معا عندما كانوا يتقاسمون الطعام ويشتركون معا في الاتراح والافراح وحتى في الصلوات، هذا ما حافظ على لبنان امام حرب ضروس كانت تهدد بزواله ، واقول اليوم ان لبنان امام المخاطر التي تهدده يبقى قويا صامدا بمحبة ابنائه لبعضهم البعض وبتضامنهم وبشبكهم الايادي لبنيان وطن "نستأهله" وطنا كما نريد، وطن الكرامة حيث كل انسان يجد نفسه مواطنا لانه يقوم بواجباته ويحصل على حقوقه التي يجب ان يحصل عليها" .

وختم مجددا الشكر لصاحب الدعوة "على هذا التكريم الذي يشده الى الالتزام ومحبة العطاء والسير قدما في صنع الخير" .