لبنان
15 أيلول 2017, 09:45

المطران عصام درويش ترأس قدّاس عيد الصّليب

أحيا راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش قدّاسًا احتفاليًّا في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة في زحلة، عاونه فيه النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم والشّمّاس الياس ابراهيم، وحضره عدد كبير من أبناء الرّعيّة، وفق ما نشر المطران على صفحته الرّسميّة على فيسبوك.

 

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى عظة تطرّق فيها إلى معاني العيد وأهمّيّة الصّليب في حياتنا، وممّا قال: "النّصوص الكتابيّة الّتي قرأناها في هذا القدّاس الإلهيّ تتحدّث عن الصّليب. فالصّليب الّذي أصبح رمزًا للمسيحيّين نجده اليوم في بيوتنا وفي طرقنا وعلى جبالنا كما نجده في مدافن أهلنا. وهو يرتفع على كنائسنا وعلى هياكلنا وقد ورثنا من المسيحيّين الأوائل إشارة الصّليب الّتي نرسمها على صدورنا، هذه الإشارة هي دلالة على إيماننا بالمسيح وهي دعوة لنكون في حضرة الله.
اجتماعنا اليوم في هذا العيد هو تأكيد على حبّ المسيح لنا هو الّذي بذل نفسه عنّا طوعًا على الصّليب ليفتدينا ويعطينا الحياة".
وأضاف: "حسب رواية الإنجيليّين مات يسوع على الصّليب وهو يصلّي وآخر كلمات ردّدها مأخوذة من المزمور 31 "يا أبت في يديك أستودع روحي". ويوحنّا يضيف أنّ يسوع قال "لقد تمّ كلُّ شيء". الموت على الصّليب صار حدثًا كونيًّا: الشّمس أظلمت، انشقّ ستار الهيكل إلى اثنين، الأرض تزلزلت وقام أموات من القبور.
قائد المئة الرّومانيّ الّذي نفّذ عمليّة الصّلب اعترف بيسوع فقال "كان هذا الرّجل ابن الله حقًّا" (مر15/39) من هذا القائد انطلق تبشير الوثنيّين ومعه تأسسّت كنيسة الأمم وبفضل ألام يسوع تعرّف العالم على الإله الحقيقيّ."
وتابع: "يدعونا بولس الرّسول في رسالة اليوم لنرسّخ إيماننا بأنّ الصّليب هو قوّة المؤمن وهو طريق الخلاص، نحن ننادي بالمسيح مصلوبًا. نبشّر به مصلوبًا وبالصّليب نربح حكمة الله.
أمّا إنجيل الصّلب فيعلّمنا أنّ الخالق والمخلّص هما واحد. إنّ الله أرسل ابنه الوحيد ليخلّص العالم والخلاص أتى من الصّليب، لذلك نتطلّع الى صليب المسيح ليس كأداة عذاب وألم إنّما علامة حبّ "ليس من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه".
"الصّليب لنا، نحن المسيحيّين، هو طريق للشّفاء والخلاص وبه ظهرت محبّة الله وفيه أظهر رحمته للبشر "إنّي أحْيا في الإيمانِ بابنِ الله، الّذي أحبَّني وبذَلَ نَفسَهُ عَنّي" (غلا2/20).
وختم العظة قائلاً "لماذا نتحدّث كثيرًا عن الصّليب؟ لأنّنا نجد فيه قوّة إيماننا وبه نغلب الشّرّ الموجود في العالم ولأنّه أعطانا القدرة لنتغلّب على صعوبات الحياة وهو يقدّم لنا السّلام الّذي ينتج عنه حضور يسوع في حياتنا ليمكث معنا، فلا سلام من دون الصّليب ولا طمأنينة من دون أن نحمل في جسدنا "سمات الرّبّ يسوع" (غلا6/17)."
وفي ختام القدّاس، أقيم تطواف كبير بذخائر الصّليب المقدّس وتبرّك منها المؤمنون.