المطران طربيه يتمنّى السّلام في عيد الميلاد
"إنتظاراتُ شعبِ العهدِ القديمِ وأمانيِهِ كانت تتلخَّصُ بالشَّوقِ إلى مَجيءِ المَسِيحِ المُخلِّص. وفي ملءِ الزَّمن تجسَّدَ ابنُ اللَّهِ وحلَّ بينَنا، ورَنَّمَتْ ملائكةُ السَّماءِ ليلةَ ميلادِهِ: "المجدُ للَّهِ في عُلاهُ والسَّلامُ في الأرضِ" (لوقا ٢: ١٤). واليوم، إذا ما سُئلْنا ما هي أُولى تَمَنِّيَاتِنا في ذكرى ميلادِ الرَّبِّ يَسُوع، فالجوابُ واحدٌ: "السَّلامُ، السَّلامُ، أَعطِنا السَّلامَ يا رَبَّ السَّلام".
جاءَ الرَّبُّ يَسُوع، عمّانوئِيل، ليقولَ لنا إنَّ اللَّهَ معنا ويحبُّنا ويريدُ لنا الحياةَ، الحياةَ بوفرةٍ، وهو دائمًا قريبٌ من كُلِّ شخصٍ منّا. جاءَ ليُعيدَ لنا حالةَ البُنُوَّةِ الّتي تُدخِلُنا في حوارٍ حياتيّ مع اللَّهِ وبدالةِ الأبناءِ نصلّي ونقول "أبانا الّذي في السّماوات". جاءَ ليبشِّرَ بالسَّلامِ القريبينَ والبَعيدينَ. جاءَ ليُطلقَ ثقافةَ السَّلامِ وليسيرَ معنا في أحزانِنا وأفراحِنا ولُيؤسِّسَ شعبًا جديدًا هُوَ شعبُ السَّلامِ.
وَإِلَى مَغَارَةِ بَيْتَ لَحْمَ تَتَّجِهُ عُيُونُنَا فِي هَذَا العِيدِ، وَبِالطِّفْلِ النَّائِمِ فِي المِذْوَدِ نتَأَمَّلُ. هَذَا الطِّفْلُ العَجِيبُ يَدْعُونَا لِلدُّخُولِ فِي عَالَمِهِ لِيَدْخُلَ السَّلَامُ إِلَى عَالَمِنَا، لأَنَّهُ كَمَا قَالَ القِدِّيسُ لاوُن الكَبِيرُ: "مِيلادُ الرَّبِّ يَسُوعَ هُوَ مِيلادُ السَّلَامِ".
وُلدَ المسيحُ… هلّلويا!".