المطران سويف يفتتح السنة المدرسيّة الجديدة في مدرسة العائلة المقدّسة
قبل بدء القدّاس تحدّث المطران سويف بكلمة إلى الحضور، معبّرًا عن فرحه لوجوده في مدرسة راهبات العائلة المقدّسة في طرابلس في زيارةٍ راعويّة، مؤكّدًا أنّ المدرسة شكّلت إحدى أبرز المحطّات الروحيّة في خلال خدمته الرعويّة في كنيسة مار مارون، متمنيًّا سنة مباركة للجميع.
ثمّ تحدّث عن سنة الإيمان التي أعلنت في الأبرشيّة بعنوان "يا ربّ زدنا إيمانًا"، معتبرًا أنْ من الجميل اختتامها بموضوع حول الإيمان، الذي يوحّد الفئات كلّها الموجودة ضمن حدود الكنيسة المحلّيّة، "ونتوّجها في هذا الصرح العريق، هذه المدرسة التي تعتبر مرجعًا لمدينة طرابلس وأبنائها جميعهم، بتاريخها الذي يشهد على عمل الخدمة والتفاني. فالإيمان هو نعمة وعطيّة من الربّ وهبة حبٍّ من مصدر الحبّ، الربّ يسوع".
وأضاف: "أنّ نعمة الإيمان هي نعمة الحبّ ومن دونها لا حياة، هي دعوة للإنسان ليسبّح الله الواحد ويمجّده و يسجد له، أمام الوثنيّة الجديدة، التي نفبرك بها أحيانًا بأيادينا آلهة. فتأتي نعمة الإيمان وعطيّته لتحرّرنا من قيود الوثنيّة الجديدة التي نصنعها بضغط من المحيط الاجتماعيّ والفكريّ والفلسفيّ، لتقول للإنسان إنّك تكون إنسانًا حرًّا وابنًا للربّ حين لا تعبد غيره.
نعمة الإيمان هي أيضًا نعمة التسبيح والسجود للإله الواحد الأحد، كما يقول الكتاب المقدّس "إنّ إلهنا إله غيور" (تث 4/ 24) لا يرضى بإله آخر بجانبه".
وأكمل المطران سويف أنّ عطيّة الإيمان هي للإنسان وحده ولكن الأهمّ أن يتجاوب مع هذه العطيّة بفعل إراديّ.
"الله يدعونا إلى الحياة والحبّ وإلى أن نشهد للحياة الأبديّة، فهذه هي المسيحيّة التي ظهرت بيسوع المسيح الذي عاد وأعطانا نعمة الحياة الجديدة والحياة الأبديّة ولا يتحقّق هذا كلّه إلّا من خلال قبولنا الحرّ، الإراديّ، الواعي لهذه النعمة، والعمل على المستوى الشخصيّ والروحيّ والباطنيّ والذهنيّ والعقليّ والإراديّ. فيتحقّق إيماننا بعيشنا مع الآخر. مع الآخر يتحقّق وجود الكنيسة بالصلاة والكلمة والإصغاء والنصيحة. والإيمان متكامل يشمل الإنسان كلّه بأبعاده كلّها. وفي هذا التكامل والبعدين العاموديّ للعلاقة مع الله والأفقيّ للعلاقة مع الإنسان يعيش الإنسان فرح الايمان. هذا هو الصليب ببعديه وهذا يتطلّب نضجًا وجلجلة ومصالحة مع الذات. ومن دون التكامل لا نحصل على الوطنيّة والمواطنة. یل نحصل على مجتمع مزيّف، من مواطنين ومواطنات همّهم المنفعة الشخصيّة بدل أولويّة الخير العامّ".