المطران سويف: مسيحيّو لبنان ليسوا مسيحيّين إلّا مع إخوتنا المسلمين، والمسلمون لا يكونون مسلمين إلّا مع إخوتهم المسيحيّين
في نهاية الحفل، وبحسب ما نقل إعلام الأبرشيّة، شكر المطران سويف الرّبّ "على دخولنا الأجواء الرّوحيّة والإنسانيّة وأجواء عيد الميلاد المجيد، رغم أنّنا نعاني وندرك الصّعوبات الّتي تسيطر على وطننا. ولكن إيماننا كبير وخلاصنا بالصّلاة والتّسامح ونبذ الفتن وتعزيز المحبّة، لأنّ الميلاد هو عيد الرّجاء والمحبّة والغفران." كما وأكّد أنّه "حان الوقت لنعمل جميعًا ككنائس يدًا بيد لخدمة الإنسان وخير المجتمع."
وأضاف: "لا يسع أهل الفيحاء المسلمين إلّا أن يعيشوا مع المسيحيّين والعكس صحيح، وأنّ مسيحيّي لبنان لا يمكن أن يعيشوا مسيحيّتهم إلّا مع المسلمين وإلّا فقد لبنان هويّته، فجماله أنّه رسالة عيش الحوار والتّلاقي وبناء المحبّة والسّلام، وحضور الجميع هو تأكيدٌ وتشديدٌ على أنّه معًا نبني عائلة بشريّة مترابطة تبغي الفرح والطّمأنينة. فشباب الوطن يحملون رسالة الاحترام والحوار والعيش الواحد والحرّيّة والمحبّة، وعلاقتنا قويّة، بل إنّ طرابلس رائحة الفيحاء تفوح من تاريخها وثقافتها، لذلك فإنّ حضور الجميع اليوم إلى طرابلس يعني أنّنا نعيش الحبّ والاحترام والحوار والسّلام."
وإختت كلمته قائلاً: "نجتمع اليوم لنعزّز العيش المشترك في طرابلس هذه المدينة المجروحة الّتي يعاني أهلها صعوبات جمّة، ونحن فعلاً نعيش اليوم مع الإنسان في هذه المدينة الحبيبة بكلّ أحواله، بفقره وبؤسه، فلنعمل لكي يكون هناك تغيير حقيقيّ بالفكر والمبادرات، ونسعى جميعًا كعائلة واحدة مجتمعة لصون كرامة الإنسان".
كما وشكر الجمعيّات المنظّمة على مساعدة المسيحيّين للصّمود في هذا الشّرق وهم من صلبه وأهله الأصليّين.
تخلّل الرّسيتال كلمات لمسؤولين في المؤسّسات المنظّمة، شكروا فيها المطران سويف، مشدّدين على وقوفها إلى جانب المواطنين في هذه الظّروف الصّعبة ومساعدتهم في المجالات كافّة، أمين بأن يعمّ السّلام والاستقرار والأمن والأمان في لبنان، وأن تبقى المحبّة والتّسامح سمتين تُستمدّان من الميلاد المجيد.