المطران سويف في قدّاس اليوبيل في حرف ارده: نأمل أن تكون سنة يوبيليّة مقدّسة على لبنان
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى سويف عظة قال فيها: "أودّ أن أعبّر عن فرحتي بأنّنا نعيش حدث اليوبيل المقدّس في هذه الرّعيّة، وهو الأوّل بعدما أعلنّا عن إطلاقه الأسبوع المنصرم من كنيسة مار مارون في طرابلس. هذا القدّاس الّذي أراد الخوري يوسف جنيد خادم هذه الرّعيّة المباركة، أن يجمع من خلاله الرّعيّة بكلّ مكوّناتها، لنعيش معًا من خلال هذا القدّاس، دعوة قداسة البابا لنا كي نكون "حجّاج الرّجاء من أجل عالم أفضل". أتمنّى لكم سنة يوبيليّة مقدّسة تعطي في قلوبكم ثمرة رجاء نجدّدها معًا، ومن يكون مع المسيح لا يخيب رجاؤه.
نعيش هذه الفترة في زمن "الدّنح" زمن اعتماد المسيح في نهر الأردنّ على يد يوحنّا، الّذي صرخ عندما رأى يسوع؛ "هذا هو حمل الله". المسيح الّذي قدّم حياته من أجلنا ومن أجل خلاصنا، ونحن جميعًا نطلب من الله أن يرعاكم ويحفظكم. وما لفتني في هذه الرّعيّة هو التّعاون بين بعضكم البعض في كلّ المجالات. وهنا أودّ أن أتطرّق إلى موضوع السّينودس الّذي ختمه البابا فرنسيس في الأمس القريب، والّذي دعانا فيه كي نعيش الشّركة، المشاركة، والرّسالة، فعندما أرى رعيّة مجتمعة بكلّ أطيافها هذا يدلّ أنّنا جميعًا عائلة واحدة، مدعوّين حتّى ننطلق برسالتنا، ونشهد لعلاقتنا مع الرّبّ يسوع الرّسالة، هذه الرّسالة الّتي يعيشها، بعمق ويشهد لها، كلّ إنسان تعمّد بالمسيح.
بهذه الرّوح سنعيش سنة اليوبيل المقدّس، وندرك جيّدًا أنّ يسوع هو الباب الّذي سندخل من خلاله إلى حياتنا كي نقرأها بصدق، فلا أحد يدخل من هذا الباب وفي حياته شيء مزيّف، لأنّه في الدّاخل سيلتقي مع الرّبّ بالرّوح القدس". في هذه السّنة اليوبيليّة سنعيش توبة، فلا أستطيع أن أعيش سنة يوبيل، وأبقي الإنسان القديم في داخلي، اليوبيل هو عمل يوميّ على الذّات، وليساعدني الرّبّ حتّى أتوب، أن أعود إليه، فنحن لسنا غرباء عن يسوع نحن أصدقاؤه وأحبّاؤه، ونريد أن نعيش معه اليوبيل بالمحبّة والتّوبة"، من هنا أدعو جميع ابناء الأبرشيّة إلى قراءة الإنجيل كلمة الله.
في مطلع السّنة اليوبيليّة المقدّسة نشكر الرّبّ على نعمه أعطانا إيّاها في لبنان، هي فرحتنا الكبيرة بانتخاب رئيس للجمهوريّة، نطلب من الرّبّ أن يباركه ويعطيه القوّة والصّحّة، وإنّ الكلمات الّتي وردت في خطابه أجمع عليها اللّبنانيّون فارتاحوا، وأصبحوا كأنّهم يعيشون في حلم، وفي هذا القدّاس نطلب من الرّبّ أن يساعده وأن يكون جميع المسؤولين على مستوى كلمة الرّبّ الّتي هي كلمة الحقّ والحقيقة، الحبّ، الأخوّة، التّضامن، الشّفافيّة النّزاهة الأخلاق، لأنّ لبنان لا يمكن أن يستمرّ بالكذبة، بالحقد، بالبغض، بالفساد، الّذي هجّر معظم شباب لبنان، نأمل أن تكون هذه السّنة، سنة اليوبيل للبنان، لبنان الجديد، لبنان الرّسالة، لبنان الأخوّة والحرّيّة. كذلك نصلّي من أجل هذا الشّرق كي يتجدّد بالرّوح القدس، بكلمة الحبّ والغفران، ببناء السّلام كي يعيش الإنسان بطمأنينة وراحة بال".
بعد القدّاس، عُقد لقاء موسّع بين راعي الأبرشيّة ومسؤولي الأندية والجمعيّات والحركات في البلدة.