لبنان
27 أيلول 2021, 13:30

المطران سويف في عيد مار منصور: لو كان القدّيس منصور موجودًا اليوم، كيف كان لِيتصرّف؟

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة عيد مار منصور دي بول، احتفل راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف يوم السّبت بالذّبيحة الإلهيّة في دير مار يوسف للآباء اللّعازاريّين في مجدليّا، بمشاركة رئيس الدّير الأب طوني فيّاض ولفيف من كهنة الدّير ومن راهبات المحبّة ورئيس بلديّة مجدليّا والملتزمين في العمل الرّسوليّ والمؤمنين.

بعد الإنجيل، شكر المطران سويف رئيس الدّير على دعوته مهنّئًا العائلة المنصوريّة بالعيد مؤكّدًا أنّ مار منصور يدعونا من جديد للتّفكير والعمل لأجل الوطن في ظلّ الصّعوبات والتّحدّيات الّتي نواجهها. وطرح السّؤال: "لو كان مار منصور يعيش معنا اليوم فكيف كان ليتصرّف؟ فنطلب منه أن يلهمنا نحن العائلة المنصوريّة ومَن يعيش من وحي روحانيّته وفي هذه الأيّام الصّعبة والفراغ واللّامبالاة والاستلشاء و أمام عدم الاهتمام بالإنسان وحقّه الطّبيعيّ ليعيش بطريقة لائقة وكريمة".  

وأكّد: "أنّه طبعًا كان تصرّف كما فعل في القرن السّابع عشر أمام وضع مشابه وكان صوت الحقّ والحقيقة. ترك كلّ منطق الدّنيا عندما التقى وتعرّف على يسوع المسيح المتروك على الصّليب ليسير بمنطقه، وأمام اللّاأخلاقيّات الموجودة في العالم تزيّن بأخلاق يسوع المسيح وفكره فكان يغذّي ذاته وينمّيها قبل الانطلاق إلى الرّسالة والتّضامن مع المتروك والفقير والمتألّم."

وتابع: "القدّيس منصور تأثّر بيسوع المتضامن مع البشريّة الفقيرة ومع الإنسان الّذي يعاني من نقص في المحبّة مظهرًا محبّة الله الآب، ومع الإنسان الّذي يُستَغَلّ من منطق وسلطان العالم وسلطاته. فيسوع جاء ليؤكّد أنّ سلطان العالم هو حبّ وخدمة واكتشاف دائمًا لرحمة الله. فالقديم منصور امتلأ من المسيح عبر الكتاب المقدّس وبصلاته وتأمّلاته وبوعيه أنّه تلميذ يسوع يحمل صليبه كلّ يوم ويتبعه ويقوم بما يفعله معلّمه، من خلال حياته الشّخصيّة وتكرّسه المطلق وحبّه اللّامتناهي ليسوع. فمار منصور أعلن إسم يسوع الّذي خُتِمنا به في المعموديّة والّتي لا يمكن بعدها إلّا أن نشهد للمسيح وننقل فرح اللّقاء به إلى الإنسان المنبوذ والفقير والمتألّم والمريض والجائع… بروحيّة "روح الرّبّ عليّ مسحني وأرسلني لأبشّر المساكين وأشفي منكسري القلوب وأعلن السّنة المقبولة للرّبّ (متّى 25)".

وشدّد المطران سويف أنّ: "عيد مار منصور هو حدث نعيشه اليوم خاصّة في هذه السّنة الصّعبة والمختلفة عن باقي السّنوات والّتي يمرّ فيها وطننا اليوم. فوسط تحدّيات ووجع وأزمة تطال الفئة الأكبر في الوطن نحن بحاجة لمار منصور ليكون موجودًا في بيوتنا وعائلاتنا ومؤسّساتنا الكنسيّة ومجتمعنا المدنيّ والسّياسيّ، فيدخل صوت الله إلى القلوب ويوقِظ الضّمائر ويجعل منّا متضامنين ومتماسكين أمام المحنة."

وأنهى راعي الأبرشيّة عظته قائلاً: "امتلأ مار منصور من الكلمة المتأنّسة فتجسّدت في حياته حدثًا وخدمةً ومبادرة. فلا يمكن أن أكون مع المسيح ولا أكون مع الإنسان فأرافقه وأحيا وأموت لأجله كما افتدانا ابن الإنسان."

وعبّر المطران سويف عن فرحه بالعائلة المنصوريّة والتزام العلمانيّات والعلمانيّين من كلّ الاختبارات الرّوحيّة في الأبرشيّة وهم يعيشون هذا الاختبار المنصوريّ وأكّد أنّ "مسيرة الرّسالة ستتابع وسنلتقي للتّفكير معًا وتقصّي حاجات الأبرشيّة بشكل محدّد إن في القطاع الرّعويّ والاجتماعيّ والتّربويّ… فنكون حاضرين من خلال برنامج نفكر فيه سويًّا ليكون حضور العائلة المنصوريّة شاهدًا ليسوع الفقير على ما يرغب قداسة البابا فرنسيس بأن يرى كنيسة فقيرة للفقراء.  

فعلى مثال مار منصور الّذي ناضل أمام الحُكّام فلنغتنِ بالرّبّ لأجل الفقراء."