لبنان
10 أيار 2021, 14:00

المطران سويف: سنعمل معًا مسيحيّين ومسلمين لأجل العبور وخدمة الإنسان وصون كرامة كلّ مواطن

تيلي لوميار/ نورسات
لبى راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف دعوة جمعيّة الإغاثة والمصالحة إلى مائدة الإفطار في حرار عكّار، والّتي حضرها المفتي الشّيخ زيد محمّد بكار زكريّا والمطران باسيليوس.

وللمناسبة، ألقى المطران سويف كلمة قال فيها:

"شهر رمضان شهر مبارك اعتدنا أن نتشارك فيه فرح اللّقاء مع إخواننا المسلمين، ولكن تضامنًا مع الألم والضّيق الّذي يعاني منه اللّبنانيّون، قرّرنا هذه السّنة أن لا نقيم الإفطار الّذي اعتدنا على إقامته في دار المطرانيّة.

لبّينا الدّعوة إلى هذا اللّقاء في عكّار، لما له من أبعاد إنسانيّة، ومناخ حواريّ وإغاثة للإخوة النّازحين. فهو لقاء حول قضيّة الإنسان. لقاء العائلة المتوجّعة الّتي تتشارك بخبز التّضامن والرّجاء والحبّ والسّلام والتّطلّع إلى غدٍ مختلف.

"أشارك بكلّ فخر بهذا الإفطار لأشكر الرّبّ على أخوّتنا وروح التّضامن إذ نحن في حالة إنسانيّة ما انوجدت قبلاً في تاريخنا، حيث لا يمكن تأمين الخبز والدّواء وحيث المؤسّسات التّربويّة الوطنيّة المسيحيّة والإسلاميّة تنهار. ولكن أمام هذا الواقع نجد أمامنا أناسًا خيّرين من العالم بأسره مستعدّون للمساعدة والوقوف مع المتألّم أينما وُجِد في هذا الشّرق المتمزّق لأجل كرامة الإنسان. إنّه معنى التّضامن والعائلة الإنسانيّة.

لقد عشنا الفصح، أيّ العبور، ومن خلال إيماننا نؤمن بأنّ هذا العبور قد تمّ بشخص سيّدنا يسوع المسيح، عبور الإنسان من الموت إلى الحياة والظّلمة إلى النّور ومن الظّلم إلى العدالة ومن البغض والحقد إلى المغفرة والمصالحة.

إنّ الصّوم والصّلاة في شهر رمضان الفضيل كحالة عبور من واقع إلى آخر وهي الحالة النّقيّة الصّافية بين الإنسان والرّبّ خالق الكون. إنّها علاقة الحبّ العاموديّة بين الإنسان والله والأفقيّة بين الإنسان وأخيه الإنسان.

فكلٌّ على إيمانه يعبر إلى الحقّ الّذي هو واحد والحقيقة وكيليهما في الله.

سنعمل معًا مسيحيّين ومسلمين لأجل العبور وخدمة الإنسان وصون كرامة كلّ مواطن فيكون لبنان أكثر من وطن بل رسالة اللّقاء والثّقافة والحوار والحرّيّة."

وفي الختام، شكر سويف دعوة جمعيّة الإغاثة والمصالحة متشرّفًا، محيّيًا الحاضرين، مؤكّدًا متابعة المسير معًا، فـ"يدًا بيد نعبر بإيماننا بالحبّ وبالرّجاء إلى النّور حيث نرى الإنسان ونلتقي وجه الله".