المطران روحانا: شربل نبيّ الله بالصّمت المصغي إلى إرادته
في عظته أشار روحانا، بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، إلى أنّ "عيد مار شربل عيد مميّز في كنيستنا المارونيّة ليس في لبنان فقط بل أبعد من ذلك بكثير، كان صوت المسيح في صمته وصلاته وعزلته الطّويلة وتواضعه وعمق إيمانه... أعلن حضور الله في حياته من خلال الصّمت، فكان صوتًا مصغيًا إلى إرادة الله من خلال الصّلاة تمجيدًا وشكرًا.
النّاس عادة يشعرون بحضور الله الّذي لا يدرك إلّا من خلال الآيات والعجائب الّتي يجريها الله على يد الأنقياء والشّفعاء من القدّيسين والشّهداء. ومار شربل تميّز بعجائبه الّتي عمّت العالم.
"شربل نبيّ الله بالصّمت المصغي إلى إرادته. في دعوة يسوع لتلاميذه الرّسل الاثني عشر تركيز على أهمّيّة نموّ المعرفة والاعتراف بعدم قدرة الإنسان لامتلاك الله. وفي الصّمت أيضًا توبة وانسحاق بالمحبّة. إنّ شربل الّذي تتلمذ ليسوع بصمته وصدق إيمانه وإدراك روحانيّته أبح نبيًّا للعهد الجديد يعلن حضور الله عبر صمته المصغي. كان حواره مع الله حوار العاشق مع حبيبه. ولو لم يكن كذلك لما استطاع أن يحتمل سنوات العزلة الطّويلة في محبسة مار بطرس وبولس- عنّايا مدّة ثلاثة وعشرين سنة، ولم تكن عزلته وصمته حالة مرضية دفعته للهروب من الأهل والأصحاب، بقدر ما كانت دخولاً عميقًا في عالم الله.
في صلاة شربل غوص في عمق صلاة الأبانا الّتي علّمنا إيّاها يسوع في عظته على الجبل... وهو في عزلته الطّويلة كان يحاكي الله بصلاة الأبانا...حيث مهما اختلفنا يبقى لنا أب واحد".
وفي الختام، دعا إلى "المثابرة على الصّلاة والتّسلّح بالمسبحة وإكرام مريم العذراء لأنّه بالمنطق والتّحليل والعقل يدرك الإنسان الحقيقة، وبالإيمان والصّلاة تدرك الرّوح محبّة الله وسرّ الكون".