المطران رحمة في رسالة الفصح: سنعيد كلّنا معًا إعادة بناء لبنان

"على العمود جلدوه، وبالشّوك كلّلوه، وعلى الصّليب صلبوه، وبالقبر دفنوه، اعتقدوا أنّ كلّ شيء انتهى، ولكنّها كانت البداية. ولبنان عذّبوه ودمّروه، وخرّبوا مؤسّساته، وحطّموا كلّ شيء في بلدنا، واعتقدوا أنّ لبنان سينتهي، ولكن لبنان مبنيّ على الإيمان، على الإنسان، على القداسة، وهذا جبل الله ما حدا يدقّ فيه.

المسيح قام، حقًّا قام، بقيامته أعطانا الرّجاء، وأعطانا الثّقة الكاملة بأنّ المخلّص معنا إلى منتهى الدّهر، نريد أن نقوم من خطيئتنا، من ضعفنا، من تشتّتنا وانقساماتنا، من وهنا ومن أوبئتنا وتعبنا وقلقنا، نريد أن نقوم مع المسيح وهو كفيل بأن يعطينا نعمه وخيره وبركاته.

سنبني لبنان سويًّا، سنعيد كلّنا معًا إعادة بناء لبنان. أنا أعرف أنّ الوجع والألم والقهر موجود في كلّ إنسان لبنانيّ، لكن الشّرّ سيزول، والأشرار سيضمحلون، والمسيح القائم سيعلّمنا كيف القيامة، قيامة ذاتنا، نفسنا، روحنا، قيامة مجتمعنا وإنساننا، وقيامة لبنان.

الرّبّ معنا ومعكم، المسيح القائم هو مدرسة لنا للعودة إلى بدء بناء أنفسنا لننهض من جديد، الرّبّ يبارككم ويحميكم، والمسيح وأمّه العذراء مريم تكون مع الجميع حتّى تمرّ هذه الأيّام السّوداء، ويشرق علينا نور المسيح، نور القيامة، نور الخلاص، نور المحبّة والسّلام، نور تلاقي المجتمع اللّبنانيّ، كلّنا مع بعضنا البعض، ينبغي أن نتوب ونحبّ ونغفر، ونتناسى كلّ الإساءات، ونعود يدًا واحدة لنبني لبنان الغد، لبنان القيامة، لبنان الإنسان والإيمان والقيم والمحبّة".