لبنان
27 كانون الأول 2017, 11:00

المطران درويش يحيي عيد تهنئة العذراء في المنصورة

في عيد تهنئة العذراء، احتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس في بلدة المنصورة في البقاع الغربيّ، عاونه فيه خادم الرّعيّة الأب طوني رزق والشّمّاس الياس ابراهيم، وخدمته جوقة الرّعيّة.

 

وفي عظته شرح المطران درويش معاني العيد قائلاً: "إنّ أجمل هديّة أعطانا إيّاها الرّبّ في ميلاده أنّه جعلنا أبناء، جعلنا جميعاً أخوة وساوانا بنفسه. هذه هي هديّة الميلاد لكلّ واحد منّا، إنّنا أصبحنا أخوة للرّبّ وأخوة لبعضنا البعض. والأخوّة ليست فقط للمسيحيّ، الأخوّة هي للمسيحيّ والمسلم وغيرهما، بميلاد السّيّد المسيح أصبحنا جميعاً أخوة. 
والنّشيد الّذي أنشده الملائكة للتّبشير بميلاد يسوع "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة "لم تكتبه يد إنسان. هذا النّشيد أتى من السّماء، كتبه الله فأصبح نشيداً يخصّنا جميعاً. ولادة المسيح على الأرض أعطتنا إمكانيّة العيش بسلام. لغاية اليوم لا يوجد سلام في العالم، لماذا؟ لأنّنا لم نعرف بعد معنى الميلاد. السّلام لكي يكون موجوداً، يجب أن يكون في قلوبنا أوّلاً وأن نعيشه مع يسوع.
أحببت في ثاني يوم العيد أن أكون معكم وأصلّي في بلدة المنصورة، جرياً على عادة اتّبعتها في أن أكون ثاني يوم العيد في إحدى رعايا البقاع الغربيّ للصّلاة، لأنّ البقاع الغربيّ عزيز جدّاً على قلبي. وأوّل كلمة قالها لي دولة الرّئيس الفرزلي "في البقاع الغربيّ تجد الوفاء والمحبّة"، وأنا فعلاً وجدت في البقاع الغربيّ الوفاء والمحبّة والاحترام والأخوّة. أهنّئكم على تجديد الكنيسة، وهنا أشكر كاهن الرّعيّة الأب طوني رزق الّذي يهتمّ بكم ويرعاكم، أشكره على محبّته للجميع، أشكره على النّشاطات الّتي يقوم بها في البلدة كما أشكر كلّ الّذين يعاونوه من وكلاء وجوقة وشبيبة.
الرّعيّة تبدأ في المنزل وتنتقل إلى الكنيسة، وما يهمّنا هي كنيسة البشر الّتي هي أنتم.
أتوجّه اليوم عبركم إلى كلّ أبنائنا في البقاع الغربيّ لأعايدهم ولكي أقول لهم إنّ وجودهم في البقاع الغربيّ هو بحدّ ذاته رسالة، نحن نتطلّع إلى الأخوة والعيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين في هذه المنطقة، والمنصورة هي مثال للعيش بين المسيحيّين والمسلمين. وهنا أناشد كلّ المسؤولين مساعدتنا ومساعدة شبابنا لإيجاد فرص عمل في هذه المنطقة. العدالة تتحقّق بأن نساهم جميعاً في التّجذّر في هذه المنطقة وهذه الأرض. أرحّب بدولة الرّئيس إيلي الفرزلي الّذي أحبّ أن يكون معنا اليوم، أعرف مدى محبّته لهذه المنطقة وما يقوم به للحفاظ على العيش المشترك، ومساهمته في الحفاظ على الأمل في هذه المنطقة، له كلّ الشّكر والمحبّة، وأشكر رئيس البلديّة والقادة الأمنيّين والمخاتير والأصدقاء والأحبّاء، أشجّعكم دائماً على تنمية هذه المحبّة بين بعضكم البعض. لا نستطيع أن نعيش الميلاد إلّا بوجود المحبّة في العائلة، عندما تكون عائلاتنا متماسكة نكون في الميلاد، عندما يكون لدينا عائلة تأتي إلى الكنيسة وتصلّي نكون في الميلاد، عندما يكون لدينا عائلة منسجمة مع عائلات البلدة نكون في الميلاد، ولكن عندما يكون هناك طلاق وبعد بين العائلات، يسوع يفضّل الابتعاد. يسوع لا يحبّ الخلافات. لذلك دعونا جميعاً في هذا الميلاد أن نعود لبعضنا البعض وأن نتصالح، لأنّ الميلاد هو مصالحة. لا وجود للميلاد إلّا إذا كنّا واعين لوجود المسيح بيننا. لا وجود للميلاد إلّا إذا قرّرنا أن تكون كلمة الرّبّ موجودة في حياتنا، وكلمة الرّبّ موجودة في الإنجيل. لذلك أدعوكم اليوم للعودة إلى الإنجيل وقراءته والتّأمّل فيه، ليكون الإنجيل طريقنا نحو الآب السّماويّ. أعايدكم من جديد وأشكر محبّتكم". 
بعد القدّاس، تسلّم المطران درويش من الرّعيّة أيقونة الميلاد عربون محبّة واحترام.