لبنان
26 شباط 2018, 07:30

المطران درويش يحتفي بأحد الذّخائر المقدّسة في زحلة

إحتفل راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش، أمس، بأحد تكريم الذّخائر المقدّسة في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة في زحلة. وقد عاونه فيه النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم وخادم الرّعيّة الأب إدمون بخاش.

 

وللمناسبة، كانت عظة للمطران درويش تحدّث فيها عن هذه المناسبة على ضوء إنجيل شفاء مخلّع كفرناحوم، فقال: "يروي لنا إنجيل اليوم، حادثة شفاء مخلّع كفرناحوم ويخبرنا بأنّ المسيح كان في زيارة إلى بيت واجتمع حوله جمهور كثير. فجأة يدخل أربعة رجال البيت حاملين مريضًا مقعدًا. لم يتمكّن هؤلاء من أن يصلوا إلى يسوع فكشفوا السّقف ودلّوا المريض ليكون أمام يسوع. هؤلاء الأربعة عندهم إيمان. حملوا المخلّع واقتحموا الجموع وصعدوا به إلى السّقف ونقّبوه ودلّوا صديقهم منه. إيمانهم كسر كلّ الحواجز لكي يعيدوا لهذا الرّجل الكسيح عافيته.

الموضوع الرّئيسيّ لهذا الإنجيل هو القدرة على الغفران والشّفاء معًا الّتي يمتلكها الرّبّ يسوع. هذه القدرة على الغفران أعطاها لكنيسته ولبطرس والرّسل. أعطاهم سلطان الرّبط والحلّ "سأعطيك مفاتيح ملكوت السّموات. فما رَبَطتَ في الأرضِ رُبِطَ في السّماوات. وما حَلَلْتَ في الأرضِ حُلَّ في السّماوات" (متّى16/19). هكذا بعد قيامته عندما ظهر لتلاميذه وهب رسله الرّوح القدس وقال لهم: "خذوا الرّوح القدس. من غَفرتُم لهُ خطاياه تُغْفَرُ لهُ، ومن أمسَكتُم عليه الغُفران يُمسَكُ عليه" (يو20/22). بهذه الكلمات أسّس الرّب يسوع سرّ التّوبة ومنح رسله وخلفائهم من بعدهم، سلطان غفران الخطايا، وقد علّمت الكنيسة عبر آبائها ومجامعها أنّ سرّ التّوبة أو سرّ الاعتراف أو سرّ المصالحة هو ضروريّ لولادة جديدة ولتعزيز الحياة المسيحيّة .

في هذا الإنجيل نكتشف ثلاثة حوادث مهمّة جدًّا :
الأعجوبة الأولى: هي رغبة هذا الشّاب المخلّع بالشّفاء من العلّة الّتي تجعله غير قادر على الحراك والسّير، غير قادر على ملاقاة الآخر. كان يريد شفاء الجسد لكنّ الله شفاه أوّلاً من العلّة الأساسيّة الّتي تمنعه من ملاقاة الرّبّ، شفاه من خطاياه. الله تحنّن عليه لأنّه آمن ولأنّ الرّجال الّذين حملوه آمنوا. إيمان المخلّع وإيمان أصدقائه الّذين حملوه، جعل يسوع يبادر ويشفي المريض.

الأعجوبة الثّانية: النّور الّذي يسلّطه يسوع على خطيئتنا. الخطيئة تقعدنا، تجعلنا مشلولين، تقتل فينا الشّعور بالحركة وملاقاة الرّبّ وملاقاة الآخر، فقلّة المحبّة تقعدنا وتجعلنا منغلقين على ذاتنا.
الأعجوبة الثّالثة هي شفاء الجسد. غفر الرّبّ خطايا المقعد، ومن ثمّ أقامه عن الفراش وعاد سليمًا. إنّ قوّة الله ورحمته ظهرتا في عمل يسوع المسيح، لكنّها أيضًا تظهر في عمل الإنسان."
وفي نهاية القدّاس، أقيم تطواف بذخائر القدّيسين الموجودة في المطرانيّة وتبارك منها المؤمنون.