لبنان
17 كانون الثاني 2018, 13:35

المطران درويش يحتفل بعيد القدّيس انطونيوس الكبير - زحلة

لمناسبة عيد القدّيس أنطونيوس الكبير، ترأس رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قدّاسًا احتفاليًّا في كنيسة دير القدّيس في زحلة التّابع للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، عاونه فيه الأب طوني الفحل والشّمّاس الياس ابراهيم، بحضور حشد من المؤمنين. وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران درويش عظة جاء فيها:

"القدّيس أنطونيوس الكبير الذي نعيِّدُ له هو أَحَدِ القدِّيسين الشّرقيّين الكِبار، من القرن الثّالث، وقد اشتهر اسمه بأنَّه: "أبو الرهبان"!. والكنيسة تعتبره بأنه مؤسّس الحياة الرّهبانيّة في العالم بالرّغم من وجود حركات رهبانيّة سابقة له.
ركّز حياته الرّوحيّة وفكره اللّاهوتيّ على الكتاب المقدّس فاتّخذه شريعة لحياته، ومن خلال كلمة الله نقّى قلبه وذهنه وحواسه، أمّا حياته الرّوحيّة فكانت في تقدّم مستمر.
نعايد الرّهبنة اللّبنانيّة الزّاهرة ورئيس الدّير الأب موسى عقيقي ورهبان الدّير النّشيطين ونحيّي الرّئيس العام للرّهبنة اللّبنانيّة المارونيّة الآباتي نعمة الله الهاشم، نسأل الله أن يباركه ويبارك الرّهبانيّة. كما نعايد كلّ الذين يحتفلون بعيد القدّيس أنطونيوس أو يحملون اسمه ونتمنّى أن يبقى الدّير واحة للخلوة والصّلاة.
سمعتم ما جاء في الإنجيل المقدّس، فيسوع يطوّب الفقراء والمساكين والجّياع، والطّوبى هي كلمة بيبليّة تعني حالة من فرح الذّهن والسّعادة والسّلام الداخليّ. "طوبى للمساكين بالرّوح لأنّ لهم ملكوت السّماوات"، ماذا يعني بـ"المساكين بالرّوح"؟ إنَّهم الَّذين يتَّكِلون على الله فقط وليس على أحد أو شيء آخر. المسكين بالرّوح هو الذي يرى أن الله كلّ شيء في حياته.
المسكين بالرّوح هو الذي يؤمن بقوّة وهو يشعر برغبة في رؤية الله، وهو غير متكبّر وغير أنانيّ، والفقير هنا لا يعني الفقير إلى المادّة بل هو الغنيّ بإيمانه وبخبرته الرّوحيّة، هو المتواضع والمطيع لمشيئة الله. إنها دعوة لنا.
"طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض"، الوديع هو الشّخص الهادئ، الطّيّب، البسيط، المسالم، الذي يعامل الآخرين معاملة حسنة، رقيق الطّبع، متّزن في أقواله وأفعاله. جاء في المزمور 37 "أمّا الودعاء فيرثون الأرض ويتلذّذون بكثرة السّلام". الوديع إذن هو الذي يبتعد عن الغضب وعن الكبرياء وعن إهانة الآخرين.
نبدأ غدا الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، فالكنيسة حدّدت لنا الأسبوع الواقع بين 18 و25 كانون الثّاني/ يناير أسبوعًا نصلّي فيه للوحدة.
في ابتهالاتنا وطقوسنا نكث الصّلاة لأجل وحدة المسيحيّين ونلتمس دومًا "شركة الرّوح القدس" والكنيسة تذكّرنا بما جاء في أعمال الرّسل (4/32) وتصف الذين آمنوا بأنّهم "كانوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة". ويسوع نفسه صلّى خمس مرات من أجل الوحدة "ليكونوا هم كما نحن واحدا" (يوحنا 17).
السّبب الأهمّ الذي يمنعنا عن الوحدة هو نقص المحبّة فيما بيننا، فالمحبّة هي أصعب الوصايا وكثيرون يتّخذونها شعارًا لهم لكنّهم لا يطبّقونها ولا يمارسوها.
النّقص في المحبّة يولّد سوء التّفاهم، فلا نستطيع أن نفهم بعضنا إذا لم تكن فينا المحبّة.
النّقص في المحبّة يعني أنّنا لا نحترم بعضنا.
النّقص في المحبّة يعني أنّنا بعيدون عن الحقيقة، والحقيقة لا توجد إلّا في المحبّة.
لذلك نعرف أنّ الانشقاق في الكنيسة سببه قلّة المحبّة بين المسيحيّين وبين الطّوائف وبين الكنائس، فكلّ فئة تدّعي أنها تملك الحقيقة.
الانشقاق في الكنيسة سببه غياب الحياة الرّوحيّة. نحن نصلّي كثيرًا لكن حياتنا الرّوحيّة ضعيفة، ولأننا نجهل كلمة الله ولا نعرف أن صلاتنا يجب أن تتوجّه لمجد الله وليس لمجدنا أو منفعتنا."
وختم المطران درويش عظته بمعايدة الجميع بعيد "أبو الرهبان".