المطران درويش: وجود المهاجرين بيننا مناسبة لنبني معهم عالمًا أكثر أخوّة وأكثر إنسانيّة
بعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران درويش عظة قال فيها: "نرحّب بكم أيّها الأحبّاء فردًا فردًا، نتوجه أولاً للجمعيات التي تشاركنا اليوم الاحتفال بيوم المهاجر والمهجّر، ونرحب بالعائلات الموجودة معنا التي جاءت إلى زحلة والبقاع، نتيجة الحروب. فنحن نحتفل معكم اليوم وفي هذا القداس الإلهي، بالأخوّة التي تجمعنا، إنّ وجودنَا المسيحي وإيمانَنا يرفضان استبعاد أي شخص من محبتنا وتقديرنا.
في عملنا وعلاقاتنا الإنسانية يذكّرنا القديس بولس بما قاله يومًا لأهل أفسس: "لستم إذا بعد اليوم غُرباءَ أو نُزلاءَ، بل أنتم من أبناءِ وطنِ القديسين ومن إهلِ بيتِ الله" (أفسس 2/19). الأمر لا يتعلق بالمهاجرين ولا بالمهجّرين، إنما هي مسألة تتعلقُ ببناء "مدينة الله والإنسان" والمهاجر أو المهجّر إنما "هو أخ وأخت لنا علينا استقبالَهم واحترامَهم ومحبتَهم" ووجودُهم بيننا مناسبة لنبني معهم عالمًا أكثر أخوّة وأكثر إنسانية، لنبني جماعة مسيحية أكثر انفتاحًا.
قال يسوع: "من أراد أن يكون كبيرًا فيكم، فليكن لكم خادمًا" (مر10/43). إنّ المسيح يضع في المقام الأول الناس الأكثر إنسانية، الذين يحتضنون الضعفاء والفقراء والمهاجرين والمهجّرين، الذين يستضيفون هؤلاء، ويعملون على حمايتهم، ويساندونهم ليندمجوا في المجتمع الواسع، والذين يساهمون في بناء عالم يكون "أكثر توافقًا" مع إرادة الله.
إنّ الله يرفض التباعد بين الناس، كما يرفض النزاعات والحروب وعدم المساوة، لذلك، نحن أبناءَ الكنيسة ومن خلال خدمتنا لهؤلاء المهاجرين والمهجّرين، نريد أن نشهد لمحبة المسيح التي تجمعنا وتوحدنا.
لقد سمعنا ما قاله بولس الرسول في القراءة الأولى بأنّ النعم العظيمة التي نلناها من يسوع هي لخيرنا وخير الآخرين، الروحي والإنساني، وهي لصالحنا وصالحهم.
إنّ الرسول بولس يسمينا: "المعاونون" ليسوع المسيح. ويطلب منا أن نحافظ على نعمة المصالحة التي أعطيت لنا وهو يدعونا لنكتشف جمال حب الله لنا وغزارة رأفته بنا، ومن هو أهم من الضعيف والمهاجر والمهجّر، ليكون موضع اهتمامنا ومحبتنا واستقبالنا.
نحن نعلمُ أنّ نعمَ الرب هي الطاقة التي تولدُ فينا القوة لنتجاوزَ صعوبات الحياة، وتجعلَ منا أناسًا فرحين مبتهجين ومتهللين ومُكرمين."
في هذا اليوم، نتوجه للأب الأقدس البابا فرنسيس، بفكرنا وصلواتنا وشكرنا على اهتمامه بالفقراء والضعفاء والمهاجرين والنازحين بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية، ونصلي ليبارك الرب عمله وقيادته الكنيسة. ونتوجه معه الى أمِنا مريم العذراء لترافق صلاتنا، فنحن نلتمس اليوم من جديد شفاعتها، لتكون عونًا لأخوتنا المهاجرين واللاجئين.
كما أنّي أشكر كل الذين خدموا ويخدمون معي الضعفاء والفقراء والمهجرين والنازحين، فليبارك الرب عملهم والتزامهم، ويمنحهم سلامه وحبه. آمين."
وفي ختام القداس وزّع درويش على الجمعيات والحركات واللآجئين صخرة صغيرة كتب عليها "المسيح صخرتي".
المصدر: Bishop Issam John Darwish