المطران درويش: لن يكون هذا العيد كباقي السّنوات لكنّه أصبح عيدًا روحيًا ولقاءً شخصيًا مع يسوع
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظة قال فيها: "تحتفل الكنيسة هذا الأحد وهو الأحد السّادس من الصّوم الكبير بأحد الشّعانين أو بذكرى دخول يسوع إلى أورشليم وببداية أسبوع الآلام المقدّس. ففي هذا الوقت من كلّ سنة تدعونا الكنيسة لنتذكّر الأحداث الخلاصيّة.
إنّ ما نحتفل به ونعيشه خلال هذا الأسبوع ليس فقط ذكرى آلام وموت يسوع وقيامته، بل نستحضر أيضًا موتنا وقيامتنا بيسوع المسيح. وهذا يمنحنا الشّفاء والمصالحة ويجعلنا نفهم أكثر بأنّ المسيح افتدانا.
نبدأ مع الشّعانين إذًا، أسبوعًا مليئًا بالأحداث الخلاصيّة، نسمّيه أسبوعًا عظيمًا ومقدّسًا لأنّنا به نتذكّر كلّ ما فعله يسوع من أجلنا وكلّ ما فعله من أجل خلاصنا ليكون معنا، يقوّينا في شدائدنا ويعزّينا في محننا وينعم علينا بحضوره بيننا.
إنّ مشاركتنا اليقظة في صلوات أسبوع الآلام تساعدنا لنعمّق علاقتنا مع الله فيزداد إيماننا وتزداد شركتنا معه ونكون أقرب إليه ونتشابه بتلاميذ يسوع.
عندما نصرخ اليوم: "هوشعنا في الأعالي".. نعيش مع يسوع مجده ومعاناته، نعيش دخوله بمجد إلى المدينة المقدّسة لكنّنا أيضًا نعيش معاناته ونتذكّر آلامه ومحاكمته وصلبه.
لن يكون هذا العيد كباقي السّنوات، فلا زيّاحات ولا لقاءات.. العيد هذه السّنة يتميّز بمعاناة العالم كلّه بسبب الوباء المستجدّ، فقد تغيرت عاداتنا وطريقة حياتنا وتأثّرت العلاقات فيما بيننا. لكن العيد أصبح عيدًا روحيًّا، ولقاءً شخصيًّا مع يسوع القادم إلينا، ليدخل بمجد إلى حياتنا.
أورشليم هي كلّ واحد منّا... يسوع الملك يدخل بيتنا: "هوذا بيت الله والنّاس. يسكن معهم ويكونون له شعبًا" (رؤيا 21: 2-3).
لقد بارك الشّعبُ قدومَ السّيّد إليهم هاتفين: "هوشعنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرّبّ". هذه التّرنيمة صارت صوت الكنيسة وصارت صوتنا نردّدها قبل تقديس القرابين أيّ قبل مجيئه الجديد والدّائم إلينا وإلى كنيسته المقدّسة. هذه التّسبيحة الأزليّة هي دعوة لنا لنرتقي بفكرنا وعقلنا وروحنا إلى السّماء لنشكر الله على عطاياه الكثيرة الّتي يغمرنا بها كلّ يوم. وعندما نرفع الشّكر مع الكنيسة نكتشف ضعف طبيعتنا فنتجدّد ونولد ثانية ونعترف بأنّنا مع المسيح صرنا أبناء الله: "أنظروا أيّ محبّة خصّنا بها الله لنُدعى أبناءَ الله وإنّنا نحنُ كذلك" (1يو 3: 1).
لينعم عليكم الرّبّ الإله ليحمل لكم الأسبوع المقدّس ثمار القداسة ويغدق عليكم محبّته الّتي جعلت من الصّليب طريقًا لنا ومنهجًا وعلينا أن نحمله فبه نغلب كلّ ضيق فينا ومن خلاله نكتشف ملكوت المحبّة الّتي نعاينها في انتصار الصّليب وفرح القيامة."