المطران درويش في وداع حدّاد: اليوم تفتقد الرّهبانيّة المخلّصيّة ابنًا كبيرًا من أبنائها الجبابرة الّذين كتبوا تاريخها
"بحزن عميق لكن برجاء كبير، وبقلب أليم، نلتقي اليوم في هذه الصّلاة الجنائزيّة، نُوَدّعُ أبانا الرّوحيّ المثلّث الرّحمة والمبارَك الذّكر المطران أندره حدّاد.
يحزننا أن نفقد أبًا وأخًا حبيبًا، قاد أبرشيّتنا لعقود بحكمة ودراية، لكن يمتلكُنا شعورٌ بفرح روحيّ عميق، فأبرشيّتنا ربحت شفيعًا أمام الله.
المطران أندره انتقل إلى السّماء ليتابع شراكته مع القدّيسين، وليدخل في احتفال إلهيّ أبديّ لا ينقطع مع ملائكة الله.
نحن الّذين عاصرناه وعشنا معه وتعلّمنا منه، اندهشنا بصلابته وتواضعه وشجاعته وبساطته وإدارته وإشعاع حضوره. أدهشَنا كيف رعى هذه المدينة بحكمة في فترة عصيبة مرّت علينا بشجاعة لا مثيل لها، ورجاحة عقل مذهلة وقوّة هادئة.
سيدي أندره ما لم تستطع فعله رياحُ السّنين التّسعين، ولا غدرات الأيّام الآثمة، فعلتهُ ضرباتُ يد الشّيخوخة الّتي انهالت على جسدك فتهاوى، وذَوتْ هذه السّنديانة الّتي ظلّلت بأفيائها أجيالاً وأجيالاً، ووصلَ إلى نهايتهِ معها تاريخٌ من النّضال الرّوحيّ والكهنوتيّ، تاريخٌ من النّضال الإنسانيّ والاجتماعيّ، وتاريخٌ من النّضال الوطنيّ والسّياسيّ.
في هذا اليوم، تفتقدُ الرّهبانيّة المخلّصيّة ابنًا كبيرًا من أبنائها الجبابرة الّذين كتبوا تاريخها، ورائدًا من روّادها الطّليعيّين.
في هذا اليوم تفتقد أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع، حبرًا عظيمًا من عظمائها.
في هذا اليوم تفتقد "دار السّلام "زحلة الأبيّة، باني السّلام فيها.
في هذا اليوم أفتقد شخصيًّا، أبًا وأخًا وصديقًا وموجّهًا ومحبًّا."
ثمّ أسهب المطران دوريش متحدّثًا عن مسيرة راعي الأبرشيّة السّابق، شاكرًا الرّبّ ختامًا على تضحياته في سبيل أبرشيّته وفي سبيل زحلة والبقاع وعلى انفتاحه على الحوار بين الكنائس والأديان.