المطران درويش في عيد القدّيسة تقلا: ليكن انفتاحنا انفتاح حبّ على الآخرين
وألقى المطران درويش عظة للمناسبة شدّد فيها على أهمّيّة التّعايش في منطقة البقاع الغربيّ، فقال:
"أحيّيكم فردًا فردًا، وأنتم أتيتم من كافّة القرى المجاورة لدير القدّيسة تقلا، لنحتفل معًا بهذا العيد المبارك المقدّس. عيد الدّير وعيد القدّيسة تقلا الشّهيدة المعادلة للرّسل، أتيتم لنصلّي معاً، لنلتزم بإيماننا ومحبّتنا ليس لهذا الدّير فقط بل بهذه المنطقة وبالعيش المشترك.
أرحّب بالآباء الأجلّاء، رئيس الإكليريكيّة الأب جوزف جبّور، ومعلّم المبتدئين الأب نضال جبلي، رئيس وآباء الدّير، أشكرهم على التزامهم بالعمل في هذه المنطقة، ومن خلالهم أريد أن اشكر الرّهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة الّتي خدمت المنطقة منذ بداية القرن الثّامن عشر، والرّهبانيّة تشهد اليوم نهضة روحيّة عظيمة جدًّا، وهناك عدد لا بأس به من الرّهبان والمبتدئين، نصلّي لكي يثبّتهم الرّبّ في دعوتهم، ووجودهم بيننا اليوم هو دعوة لشباب المنطقة لاكتشاف دعواتهم."
وتابع: "القدّيسة تقلا كما نعرف، كانت تلميذة القدّيس بولس، شغفت بالمسيح وتبعت القدّيس بولس وبشّرت معه، ورغم الإغراءات الّتي كانت موجودة في ذلك الوقت من أهلها ومن الحاكم ومن محيطها، ثابرت على الرّسالة وتبعت المسيح وبشّرت به، وأخيرًا أتت إلى جبال القلمون، إلى معلولا وصيدنايا وهناك أيضًا بشّرت بالمسيح وحوّلت المنطقة إلى منطقة مسيحيّة، وأنا أقول إنّه في الأحداث الأخيرة، خلّص الرّبّ معلولا وصيدنايا بشفاعتها لأنّها رسولة سلام ومحبّة.
في الإنجيل المقدّس اليوم، تحدّث يسوع عن الوزنات. كلّ واحد منّا أعطاه الرّبّ وزنات ومواهب، علينا أن ننميّها لخدمة المخلّص وخدمة المجتمع، هذه الوزنات لها معنى روحيّ، فالرّبّ أعطانا المحبّة، وكلّما نمّينا هذه المحبّة كلّما كنّا أمناء لمحبّة يسوع ولدعوتنا كمسيحيّين."
وفي أكّد درويش على أهمّيّة التّعايش فقال: "في هذه المنطقة علينا التّمسّك بالتّعايش رغم الحوادث الّتي تحصل من وقت إلى آخر. منذ أسبوع وقعت حادثة في بلدة عيتنيت أقلقت الجميع، بعد تعرّض أحد أبناء البلدة للضّرب المبرح، لكن بالرّغم من ذلك نريد أن نجابه بالسّلم، بالمحبّة والحوار وبالتّعاون مع إخوتنا المسلمين، لكي يبقى التّعايش في هذه المنطقة راسخًا، ويكون انفتاحنا انفتاح حبّ على الآخرين."
وبعد القدّاس تقبّل درويش وآباء الدير التّهاني بالعيد في صالون الدّير.