المطران درويش دشّن كابيلا القدّيس يوحنّا المعمدان في عانا
في عظته، ألقى المطران درويش كلمة شكر لكلّ من ساهم في إنجاز العمل، وقال: "نشكر الرّبّ أوّلاً على هذا اللّقاء، على هذه المحبّة الّتي جمعتنا مع بعضنا البعض في هذه الكنيسة الجديدة، في هذه الكابيلا، ونشكر الرّبّ على كلّ نعمه ومحبّته لنا. وأشكر أيضًا الشّيخ وليد عميري الّذي قدّم لنا المبنى لفترة من الزّمن، وأشكر رئيس بلديّة عانا السّابق الياس وهبة الّذي بادر وعمل جاهدًا لكي يكون هذا المكان، مكان عبادة وصلاة. أنا اليوم سعيد جدًّا بأن أعلن هذه الكنيسة على شفاه القدّيس يوحنّا المعمدان الّذي هو أوّل شهيد في المسيحيّة، استشهد لأجل الحقّ، وهو شفيع كلّ شهدائنا في الجيش اللّبنانيّ، وبنوع خاصّ هو شفيع شهيد هذه البلدة النّقيب المغوار المرحوم جان وهبة. نحن نقدّم هذه الكنيسة والكابيلا على نيّته، وفي كلّ مرّة نرفع القرابين نذكر الشّهيد جان ونذكر شهداءنا في الجيش اللّبنانيّ الّذين قدّموا ذاتهم فداء الوطن لبنان، لكي نبقى كلّنا حرّاس هذا الوطن.
معنا اليوم دولة الرّئيس إيلي الفرزلي وفيصل بك الداوود والعديد من الوجوه الكريمة، أنتم أيضًا حرّاس هذه المنطقة. نعهدها إلى محبّتكم ومحبّة الجميع. هذه المنطقة العزيزة علينا الوجود المسيحيّ فيها مهمّ جدًّا، ليس فقط للمسيحيّين إنّما لكلّ مكوّنات الشّعب اللّبنانيّ. قد يسأل البعض لماذ كنيسة جديدة في عانا؟ هناك كنيسة في البلدة كانت دائمًا لكلّ الطّوائف. أنا أقول لكم، كلّما ارتفعت كنيسة في أيّ مكان في العالم، كلّما ارتفع هيكل وبخاصّة في لبنان، يكون هناك بركة للجميع. الكنيسة الجديدة لا تعني أبدًا أيّ تفرقة بين المسيحيّين. الكنيسة الجديدة تعني الوحدة، نحن نريد أن نعيش الوحدة في قلوبنا، في محبّتنا لبعضنا البعض. وهناك تراث في الكنيسة لكلّ الجماعات وعلينا أن نحافظ على هذا التّراث الّذي هو غنى لكلّ الكنائس، لكلّ الطّوائف والأديان، لذلك أنا اليوم أريد أن أشجّع أبناءنا في بلدة عانا أن يكونوا دائمًا معنا في هذه الكنيسة، نصلّي ونرفع التّسابيح للرّبّ الإله.
أشكر خادم الرّعيّة الأب طوني الفحل الّذي جهّز معكم هذه الكنيسة خلال وقت قياسيّ لم يتعدَّ الشّهر، مع محبّتكم مع المتبرّعين مع الأصدقاء والأحبّاء، وأوكل إليه رعاية هذه البلدة الحبيبة، وأن يكون أبًا محبًّا للصّغير والكبير، لكلّ إنسان فقير وغنيّ وإنشاء الله الرّبّ يبارك خدمتك.
سمعنا في الإنجيل المقدّس مثل الابن الشّاطر. الكنيسة تضع لنا قبل الصّوم ثلاث آحاد لتحضّرنا للصّوم المبارك. مثل الابن الشّاطر هو مثل محبّب لدينا جميعًا. ابن ترك منزله الأبويّ وذهب ليعيش بعزلة ووحدة. نحن أيضًا عندما نترك والدنا السّماويّ، نترك بيتنا ومحيطنا نعيش أيضًا في عزلة كبيرة. في آخر الإنجيل، الأب عندما عاد إليه ولده وعاتبه ابنه الثّاني لماذا يكرّم أخاه فيما هو لم يرَ منه أيّ تكريم، فقال له يا بني كلّ ما هو لي هو لك. هكذا أبونا السّماويّ يقول لكلّ واحد منّا اليوم "ما لي هو لك". لنا ملكوت الرّبّ والسّماء إذا حافظنا على بنوّتنا. الكنيسة اليوم تدعونا لنتحضّر للصّوم المقدّس بتوبة وصلاة وبمحبّة بعضنا البعض. والصّوم هو فترة زمنيّة نمضيها بالصّلاة والصّوم والقطاعة، لنعيّد بطهر وقداسة قيامة السّيّد المسيح. أتمنّى لكم صومًا مباركًا ومقدّسًا تقضونه بمحبّة بعضكم البعض وبالصّلاة".