لبنان
24 كانون الأول 2016, 09:16

المطران درويش ترأّس قدّاس الميلاد في مستشفى تلشيحا

ترأّس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، رئيس اللجنة العليا لمستشفى تلشيحا المطران عصام يوحنا درويش، قدّاس الميلاد في المستشفى، عاونه فيه الآباء مارون غنطوس وجان بول أبو نعوم، بحضور المديرة ماريزا مهنا، أعضاء اللّجنة العليا، الأطباء، الممرّضون والممرّضات وموظّفو المستشفى.

 

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظةً ضمّنها معاني الميلاد، فقال :

" سلام الميلاد معكم جميعاً ونعمة طفل المغارة ترافقكم وتمنحكم دفء محبّته". في كل مرّة نتحدّث عن الميلاد يخطر على بالنا أنشودة الملائكة لرعاة بيت لحم:"لا تخافوا فها أنا أبشّركم بفرحٍ عظيم يكون للشّعب كلِّه.. وُلدَ لكم مُخلصٌ وهو المسيح الرّب"، ثمّ أردف قائلاً:"المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام" (لوقا2/814).  منذ ذلك الوقت أصبح الميلاد مرادفاً للسّلام، فيسوع المسيح أراد بتجسّده أن يحمل بشرى الفرح والسّلام للعالم.

هذه السّنة، مثل باقي السّنوات، يأتي الميلاد في عالم كثرت فيه الحروب وتفاقمت فيه النّزاعات. بلدان كثيرة تعيش تحت وطأة الظلم وانتهاك حقوق الإنسان وكرامته، بينما يتوق الناس الى عالم دون سلاح وكوكب من دون تلوث وأوطان فيها عدالة وعائلات غير متصدعة وشباب يتوقون الى مستقبل أفضل.

لماذا يا ترى نعيش في عالم تكثر فيه الحروب؟ ولماذا ينتشر الرّعب بين النّاس؟ ولماذا تزدهر صناعة السّلاح؟"

وأضاف"يتحدث بعضهم عن غياب قادة كبار في العالم يعملون معاً لخلاصه من أزماته. هذا صحيح، فعالمنا اليوم يحتاج الى تضامن حقيقي بين رؤساء الدّول، وإلى أن يؤسّسوا قيماً أخلاقيّةً قابلة للتّطبيق في جميع البلدان، أساسها خير الإنسان والمساهمة في تقوية رجاء الناس للعيش بكرامة ومساواة.

لكن الأهم من كل هذا هو أن نعيد قراءة إنجيل الميلاد الذي يبشّرنا بفرح جديد، والفرح هو ولادة يسوع المخلّص. هذه البشرى ليست حكاية من التّاريخ، إنّما هي الحدث الأكثر أهميّة في تاريخ البشريّة، لأنّه كتب عهداً جديداً بين الله والإنسان، عهداً يقوم على تجسّد يسوع المسيح.

وسط هذه المحن التي يعيشها العالم، وعلى الرّغم من المصاعب التي تواجهنا، يدعونا ميلاد السيّد المسيح إلى تجديد إيماننا بالله وثقتنا بوجود المسيح معنا. اليوم نردّد بإيمان ورجاء ومحبة نشيد الملائكة:"المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام وفي الناس المسرّة"."

وتابع درويش " مثل كلّ سنة مع ميلاد المسيح نولد من جديد. فإذا كان في نفسنا بعض الظلمة، ميلاد المسيح يبدّد تلك الظلمة. وإذا كان في عقلنا بعض الشك، ميلاد المسيح يبدّد ذلك الشكّ. وإذا كان في قلبنا بعض البغض ميلاد المسح يزيل ذلك البغض، وإذا كان فينا بعض الخوف نسمع صوت المسيح يقول لنا "لا تخافوا".

الإنجيليّون يصفون يسوع المسيح بأنّه نور العالم، نور يبدّد الظلمة لأنّ الظلمة لم تدركه، فإذا كان ثمّة  ظلمة في قلوبنا لنسمح لنور يسوع بأن يبدّدها بمحبّته وصلاحه وكلماته، وإذا كنّا نشعر بفراغ في داخلنا، فلنسمح له بأن يملأنا قوّة ورجاء، وإذا كنّا نشعر بالوحدة وبأنّ العالم تركنا، فلنتذكّر بأنّ المسيح صار إنساناً وحلّ بيننا وسكن عندنا؛ فلنسمح له بأن ينصب خيمته في بيتنا لنتمتع بصداقته ورفقته وأخوته."

وختم درويش عظته داعياً للصّلاة من أجل شفاء كل المرضى، وقال" لنصلّ إلى هذا الطّفل الآتي من العلاء، ليمنح العالم السّلام وبلادنا بخاصّة، وكل الشعوب المجروحة والتي تفرق الصّراعات بين أبنائها، الأخ عن أخيه والأخت عن أختها. وليضع حدّاً لإراقة الدّماء، فيتمكّن جميع المواطنين أن يعملوا معاً ويحقّقوا العدالة والكرامة التي أرادها الله لكل البشر. وليبارك طفل المغارة جميع الذين يدعمون جهود الخيرين لإحلال الأخوّة بين النّاس، فتعود الأرض التي سار عليها المسيح أرض حب وسلام ."

وبعد القدّاس، انتقل الحضور الى الباحة الدّاخليّة للمستشفى حيث تبادلوا التهاني بعيد الميلاد المجيد وقطعوا قوالب الحلوى.