المطران درويش: "الكنيسة مكان اللّقاء"
"يذكّرنا هذا العيد بدخول المسيح إلى الهيكل للمرّة الأولى ولقائه بسمعان الشّيخ وهو يرمز إلى لقاء الله مع الإنسان. لذلك نعتبر أنّ الهيكل هو مسكن الله نلتقي فيه مع المسيح. الكنيسة إذًا هي مسكن العائلة السّماويّة، يلتقي فيها أخوات وأخوة من العائلة البشريّة وبصلاتهم معًا يتوقون ليكونوا من هذه العائلة السّماويّة. لقد أسّس يسوع المسيح الكنيسة ليوحّد البشر وليجعلهم جماعة واحدة، لذلك لا يكون الإنسان مسيحيًّا إلّا إذا انتمى إلى جماعة مع أخوات وأخوة في شركة روحيّة واحدة، يتّحدون معًا في يسوع المسيح: "إنّنا قبلنا المعموديّة جميعًا في روح واحد لنكون جسدًا واحدًا" (1كو12/13).
اللّقاء في الكنيسة حول مائدة الرّبّ يؤسّس في قلب المؤمنين والمؤمنات مملكة الله الجديدة وبداية لحياة جديدة بالرّوح القدس. ففي لقائنا مع الله نشعر بالفرح وبالنّور وبالسّلام فتتحوّل كلماتنا له، مهما كانت بسيطة وفقيرة، صلاة شكر وتسبيح وتمجيد واندهاش، فيغدو الله مكان راحة لنا، يرتاح فينا ونحن نرتاح فيه.
في ملاقاتنا يسوع نشعر أنّنا أبناء الله، لقد أصبح باستطاعتنا أن نتعرّف إليه، أن نعبده وأن نناديه أبًا وأن نكون واحدًا معه. وعندما نلتقي به نشعر بأنّنا أحرار وورثة لحرّيّته فالإنسان لا يستطيع أن يعيش حرًّا إلّا إذا حصل على حرّيّته من الله وعاش له ومن أجله".