لبنان
05 كانون الأول 2019, 09:45

المطران درويش: أدعو أبناء زحلة ليكونوا موحّدين ونحن كأساقفة سيكون لنا موقف حاسم الإثنين المقبل

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش قدّاس عيد القدّيسة بربارة في كنيستها في زحلة، بمشاركة النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم والآباء جاورجيوس شبوع وباسيليوس كنعان، وكاهن الرّعيّة الأب ديمتري صليبا والمدبّر الأّول الأب سابا سعد، وبحضور فعاليّات المدينة.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظة قال فيها:
"أودّ أوّلاً أن أعايدكم بعيد شفيعة كنيستكم ورعيّتكم، القدّيسة بربارة، فأنا أشعر بفرح كبير بوجودي معكم في هذا القدّاس الإلهيّ، وعندما تحتفلون بالعيد هذا يعني أنّنا نريد أن نتعلّم من صاحبة العيد، وأهمّ أمثولة هي أن نكون على مثالها عنيدين في إيماننا وراسخين في محبّتنا ليسوع المسيح.
كذلك أنتهز وجودي معكم في هذا الاحتفال لأهنّئ كاهن الرّعيّة الأب ديمتري صليبا بالعيد ولأهنّئكم به وأوصيكم الاهتمام به، وأنا على قناعة بأنّه سيكون دومًا كما عرفته، راعيًا صالحًا وأبًا روحيًّا لكلّ واحد منكم وأخًا لأولادكم وصديقًا لهم. كما أنّي أشكر بامتنان الأب جان مطران الّذي خدم الرّعيّة ثلاث سنوات فكان أمينًا في خدمته ورسولاً لكلّ عائلة من عائلات الرّعيّة.

تدعونا القدّيسة بربارة أن نزيل عن وجهنا القديم كلّ ما هو بعيد عن المسيح وعن القريب، ونلبس وجه المسيح لنصير على شبهه. لتصير صورتنا ووجهنا مثل صورة يسوع ووجهه، وهذا يعني أن نزيل من حياتنا كلّ شائبة تبعدنا عن يسوع: البغض والكراهية والكبرياء. نريد أن نتنكّر للخطيئة ونلبس يسوع المسيح. الّذي يلبس وجه يسوع يجد السّعادة والفرح وينعم بالسّلام.
عيد القدّيسة بربارة هو دعوة لنا لنتعلّم منها كيف اختارت المسيح، بحثت عنه، تعرّفت عليه وتبعته من خلال سلوك خادمتها المسيحيّة، سعت وبذلت جهدًا لتتعلّم، ثمّ كرّست حياتها له. نتعلّم منها أن نبحث باستمرار عن يسوع في صلاتنا وفي مسلكنا وتصرّفاتنا.
القدّيسة بربارة تعلّمنا أيضًا أن نكون شهودًا ليسوع، فهو يبحث عن أصدقاء يردّدون في قلوبهم كلّ يوم: "نعم يا ربّ نحن معك، أنت كلّ شيء لنا". إنّ يسوع بحاجة إلى أحبّاء له، لا يتعبون من اللّحاق به، يبشّرون به ولا يخافون أن يردّدوا كلماته. لا يريد يسوع أن نكون مسيحيّين فاترين أو مسيحيّين وسط أو مسيحيّين لا يؤمنون بأنّ الله هو كلّ شيء لهم.
اليوم أيضًا نبدأ التّحضير لعيد الميلاد، والميلاد مسيرة دائمة نحو يسوع، لذا أدعوكم لنذهب إليه ليملأ قلبنا رحمة وحنانًا وحبًّا. إنّ عالمنا يحتاج إلى يسوع لنكون رحماء مع بعضنا البعض ولكي نبني معًا عالمًا أفضل من الوقت الّذي نعيش فيه.
أكرّر دعوتي لأبنائنا في زحلة لأن يتحلّوا بالمسؤوليّة في هذه الأيّام الّتي نمرّ بها، وأن يكونوا موحّدين في الرّأي والتّوجّهات لما فيه خير وطننا لبنان، وأن نكون موحّدين بخاصّة ضدّ الممارسات الشّاذة الّتي يتعرّض إليها الزّحليّون من سرقة وممارسات إرهابيّة. نحن كأساقفة زحلة سنجتمع يوم الإثنين القادم مع القيادات الأمنيّة ومع رئيس البلديّة لنأخذ موقفًا حاسمًا وواضحًا من هذه التّعدّيات الّتي تتعرّض إليها مدينتنا.
هذه أمنياتي لكم في عيد القدّيسة بربارة شفيعتكم، أعايدكم من كلّ قلبي ونهنّئ بالعيد كلّ الّذين يعملون في صيانة وتقديس هذه الكنيسة. أشكركم على صلاتكم من أجلي ومن أجل الكنيسة، وأشكر الّذين يهتمّون بالكنيسة ونشاطاتها ولاسيّما الوكلاء ومجلس الرّعيّة والجوقة.
أخيرًا أشكر الرّهبنة الشّويريّة الكريمة القائمة على هذه الكنيسة، ونطلب معًا من الرّبّ أن يرسل لها كهنة قدّيسين. نصلّي لشفيعتكم القدّيسة بربارة أن تلهب في قلوبكم محبّة وغيرة وإيماناً بشفاعة مريم العذراء".
وبعد القدّاس، انتقل الجميع إلى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التّهاني بالعيد.