لبنان
07 أيلول 2020, 11:15

المطران دروش يمنح كاهنًا الصّليب المقدّس، من هو؟

تيلي لوميار/ نورسات
خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه في كنيسة مار الياس- عين كفرزبد، منح رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش الأب إيلياس ابراهيم الصّليب المقدّس تقديرًا لخدمته للكنيسة والأبرشيّة والرّعيّة.

وللمناسبة، وبعد الإنجيل، توجّه درويش إلى الأب ابراهيم في كلمة جاء فيها: "أرحّب بكم أيّها الأحبّاء فردًا فردًا وأرحّب بضيوف الرّعيّة وأرحّب بسماحة السّيّد علي قاسم، المسؤول عن مركز حوار الأديان والثّقافات في لبنان، كما أرحّب بالشّيخ الدّكتور علي البدري أمام بلدة عين كفرزبد وكلّ الحضور، وأعرب عن فرحي بأن أحتفل معكم بهذا القدّاس الإلهيّ وبأن أمنح كاهن رعيّتكم الأب إيلياس ابراهيم الصّليب المقدّس."

وأضاف: "جملتان استوقفتاني في رسالة اليوم للقدّيس بولس الّتي وجّهها لأهل كورنثوس. الفكرة الأولى: "كتبت إليكم بدموع كثيرة" والثّانية "أنّكم ثابتون في الإيمان".

من خلال هذه الرّسالة وبخاصّة هاتين الفكرتين، يحدّد بولس الرّسول العلاقة بين الرّاعي والرّعيّة، الرّاعي هو الأب وهو الكاهن وهو المطران. والرّعيّة هي جماعة المؤمنين وهم الأبناء الرّوحيّون.

ما يهمّ الرّاعي هو تنمية كلمة الله في قلوب مؤمني الرّعيّة وأن تثمر هذه الكلمة فتعطي ثلاثين وستّين ومئة، ويهمّه أن تلتصق الرّعيّة براعيها الأوّل يسوع المسيح الّذي قال لنا إنّه الباب الّذي يدخل من خلاله القطيع إلى المرعى، يعني من خلال يسوع المسيح ندخل إلى الملكوت.

الرّاعي يتعامل مع رعيّته بسلطة المحبّة، يعرف كلّ واحد منهم، يحنو عليه ويرافقه في مسيرته الإيمانيّة. ورغم أنّه أضعف النّاس وأفقرهم، وليس عنده سلطان ولا نفوذ، لكنّه يحمل عصا الرّعاية ونعمة الخدمة وأجمل صفاته أنّه يحبّ أولاده ويضع نفسه في تصرّفهم طوال الوقت لينموا في إيمانهم. هذا لا يكفي فالرّعيّة مدعوّة أيضًا أن تحبّ راعيها وكلّنا مدعوّون أن نحبّ بعضنا بعضًا.

الرّاعي يترك أباه وأمه وعائلته وبلدته وسكنه ليكون في خدمة الأبناء الّذين أعطاهم الله له. والرّاعي هو جسر محبّة بين أبناء الرّعيّة وبين الرّعيّة والأسقف ويعمل جاهدًا لتكون الرّعيّة جزءًا حيًّا من كنيسة المسيح.

الرّاعي هو أيضًا راعي الوحدة، لذلك يذكر في قدّاسه بعد تقديس القرابين رؤساء الكنيسة، البابا والبطريرك ومطران الأبرشيّة، ليعبّر عن شركته وشركة كلّ واحد من الرّعيّة مع المطران ومع الكنيسة الجامعة وليعبّر أيضًا عن طاعته وطاعة الرّعيّة لرئيس الكنيسة، فالكنيسة تقوم على الطّاعة كما تقوم على الإيمان والوحدة.

إذا حفظتم هذا فأنتم "ثابتون في الإيمان"، يقول بولس الرّسول، وإذا كان إيمانكم ثابتًا فأنتم أقوياء، والقويّ هو الّذي يغلب، ينتصر ويقوم. الإيمان القويّ الثّابت هو نور القلب ونور الحب الّذي يحرّكنا نحو يسوع.  

في هذه الأيّام الصّعبة نحن بحاجة إلى إيمان قويّ وثابت لنتخطّى التّشاؤم والقلق والخوف الّذي يسود مجتمعاتنا.

عندما قرأت هذه الرّسالة منذ أسبوع فكّرت بأبونا الياس ابراهيم وهو راعيكم وراعي القلوب الطّيّبة وينطبق عليه ما جاء في رسالة اليوم، فهو يقود رعيّته بالتّعب والغيرة على كلّ واحد منكم. لقد اختار طريق العطاء والتّضحية وبذل الذّات. إختار أن يلبس محبّة المسيح.

وعندما رسمته كاهنًا في مشغرة في 3 شباط 2018 قلت له إنّك صرت منذ الآن أبًا روحيًّا لكثيرين وأبوّتك هي بريق من أبوّة الله لكلّ واحد من أبناء رعيّتك، فأنت برسامتك كاهنًا دُعيت لتلد كثيرين بيسوع المسيح.

لقد برهن أبونا ايلياس بوقت قصير، عن رعايةٍ حكيمة وفَطِنة، وتميز مثل جميع كهنتنا، بطاعة مقدسة تامة لكنيسته. كما تميّز بقدرة عالية على الحوار والتّواصل مع جميع فئات المجتمع ومن كلّ الطّوائف والأديان. لذلك فهو مستحق أن يحمل صليب المسيح الّذي حمله في قلبه منذ صغره. والفضل بذلك لنعم الله عليه ولأبوين، بذلا حياتهما من أجله، وهما معنا الآن يفرحان بنجاح ابنهما.

نسأل الله أن يمنّ عليه المزيد من عطاياه بنعمة الله الآب والابن والرّوح القدس. آمين."

في ختام القدّاس، شكر الأب ابراهيم المطران درويش على رعايته الأبويّة ومحبّته له وللرّعيّة، والحاضرين على مشاركتهم، وتقبّل بعدها التّهنئة في صالون الكنيسة.