المطران خيرالله: مع يسوع سنبني لبنان الجديد!
"نحتفل اليوم بميلاد 2020 وميلاد سنة الصّفر، ميلاد يسوع ابن الله وملك الكون من سلالة داوود الّذي غيّر تاريخ البشر لكن ما يفاجئنا أنّ ابن الله والملك اختار أن يولد بعد دخول التّاريخ والجغرافيا، اختار سلالة له وشعبًا وتراثًا ولغة وتقليدًا، اختار أن يولد مثل أفقر إنسان بمذود حيوانات حيث لم يجد أحدًا حوله أو من يتعرًّف إليه حتّى شعبه لم يؤمن به لأنّ شعبه كان ينتظر المخلّص الموعود ملكًا يصنع الحرب ويحرّرهم من ظلم الرّومان واحتلالهم والامبراطوريّة الرّومانيّة هي أعظم امبراطوريّة في تاريخ البشر حتّى اليوم. بدّل كلّ المقاييس وغيّر كلّ شيء ليقول لهم ولنا اليوم إنّ العالم القديم انتهى وزال إلى غير عودة وهناك عالم جديد يولد. واليوم في ميلاد 2020 وبالرّغم من كلّ الظّروف الكارثيّة والمأساويّة الّتي نعيشها في لبنان والعالم سيولد يسوع اليوم في مذود ولكن أيّ مذود؟ سيولد في كلّ بيت من بيوتنا وفي كلّ عائلة من عائلاتنا وفي كلّ بيت من بيوت بيروت العاصمة الجريحة وسيولد فينا ليقول لنا إنّ كلّ شيء سيتغيّر والعالم الّذي تعرّفنا إليه وكنّا نعيش فيه انتهى إلى غير عودة وهناك عالم جديد سيولد.
بإمكاننا ألّا نصدّق كلّ هذا وعندما ولد يسوع من 2000 سنة كذلك لم يؤمنوا ولم يصدّقوا لأنّهم كانوا يريدون يسوع مختلفًا، يسوع المخلّص كما هم يريدونه ونحن قد لا نصدّق ونتساءل في الواقع الّذي نحن فيه اليوم ماذا أو من يخلّصنا؟ كلّا، علينا أن نؤمن مع ولادة يسوع اليوم وهو يولد معنا اليوم، بفقرنا وبؤسنا وتعاستنا وجوعنا وعطشنا والظّلم الّذي نعيشه من طبقة سياسيّة غير مقبولة، يسوع يقول لنا اليوم إنّ كلّ هذا العالم انتهى وهناك عالم جديد سيولد فيكم وفي أولادكم وشبابكم وصباياكم وأنتم من سيبنيه وكلّ هذه الطّبقة السّياسيّة والحاكمة وكلّ الطّريقة الّتي نعيش فيها والرّأسماليّة الّتي تعوّدنا عليها ستزول قريبًا، تمامًا كما الامبراطويّة الرّومانيّة زالت وكلّ ملوكها والقياصرة والحكّام زالوا وبقي يسوع مع البشر واليوم كلً الواقع الًذي نعيشه سيزول وهناك عالم جديد نحن سنبنيه بإيماننا وبقوّتنا وبولادة يسوع معنا وهذا رجاؤنا اليوم.
علينا أن نخرج من حال اليأس الّتي نعيشها خصوصًا شبيبتنا الّتي تتطلّع إلى البعيد ونقول من جديد إنّنا مع يسوع سنهيّء طبقة جديدة سياسيّة واجتماعيّة، قيادات مسؤولة تتميّز بالنّزاهة وبالحكمة وبالإخلاص والتّضحية وبالعمل من أجل الخير لا للمصالح الشّخصيّة الضّيّقة. ومع هؤلاء الّذين سيخرجون منّا، ومن مذود يسوع اليوم، سنبني لبنان الجديد في رسالته لبنان الرّسالة بالمحبّة والعدالة والسّلام والانفتاح واحترام الإنسان كلّ إنسان ومعًا سنبني دولة تحترم المواطن وتقوم بواجباتها وتطبّق القانون على كلّ إنسان.
إنّه ميلاد 2020، وكما كانت سنة 2020 كارثيّة سيكون ميلاد 2020 ميلاد رجاء جديد لنا جميعًا، وهذا ما قاله لنا قداسة البابا أمس في رسالته الخاصّة إلى اللّبنانيّين".