لبنان
15 كانون الأول 2018, 14:30

المطران خيرالله: ربنا يدعونا إلى القداسة في هذه الظّروف

ترأّس راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله قداس عيد القدّيس نعمة الله الحردينيّ في ديرّ كفيفان البترون.


 

وبحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران خيرالله عظة بعنوان "فتركوا كلّ شيء وتبعوه" وقال فيها: "يسوع يجدّد دعوته لنا اليوم، لكلّ فرد منّا كما دعا رُسله، دعاهم حيثما كانوا وخلال الـ2000 من تاريخ الكنيسة يسوع دعا كثيرين غيرهم، دعاهم ودعا غيرهم وهو يدعونا اليّوم إلى القداسة، كذلك دعا الأبّ نعمة الله الحردينيّ، إبن هذه الارض المقدّسة، إبن رعيّة حردين، إبن منطقتنا.

نحتفل اليّوم بعيد القدّيس نعمة الله، دعوة يسوع علينا أن نتّخذ أمثولة في حياتنا اليوم وكما يقول لنا البابا فرنسيس في رسالته في الإرشاد الرّسوليّ الأخير"إفرحوا وإبتهجوا" يقول لنا "كلّنا مدعوّون إلى القداسة"، وكلّ فرد منّا، حيث هو بحياته وعمله، يسوع يدعوه إلى القداسة. إنّها دعوة شاملة إلى كلّ المسيحيّين، إلى كلّ البشر لكي يسيروا ويتبعوا يسوع على طريق الخلاص، على طريق القداسة وكان القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني قد قال لنا سابقًا نحن اللّبنانيّين في حفل إعلان نعمة الله طوباويًّا "كلّ فرد واحد قادر على أنّ يكون قديسًا"، هذه الدّعوة موجّهة إلينا بشكل خاصّ وكما القدّيس يوسف (نعمة الله) كسّاب الحردينيّ دعاه الرّبّ من رعيّته حردين إلى القداسة فترك كلّ شيء وتبع يسوع وهو في الثّامنة عشرة من عمره ودخل الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة.


ربنا يدعونا إلى القداسة في هذه الظّروف بالذّات وطبعًا هناك من يتقدّس منّا وهو غير معروف ومعلن. هل كان لنعمة الله الحرديني أن يتقدّس ويتجاوب مع دعوة الله لو لم يكن قد تربّى في عائلة مسيحيّة ملتزمة واقفة وثابتة في إيمانها في مواجهة عواصم العالم؟ طبعًا لا. وأنا أتوجّه إلى كلّ عائلة من عائلاتنا وإلى كلّ أب وكلّ أمّ وكل شابّ وكلّ صبيّة ولكلّ ولد وإلى إخويّاتنا الحاضرة معنا اليوم كونوا على ثقة أنّ الرّبّ يدعو أشخاصًا من أفراد عائلاتكم إلى القداسة. لا تنسوا وانتبهوا لأن مسؤوليّتكم كبيرة تمامًا كما مسؤوليّتنا نحن الرّعاة كبيرة جدًا أنّ نكون مثل نعمة الله الحردينيّ وشربل ورفقا والأخ اسطفان فنكون شهودًا للإيمان ولعيش إيماننا ببساطة، بفقر ، بصمت، بتواضع، بتسليم كامل، إنّها مسؤوليّتنا ولا يفكر أحد منّا أنّ نرمي المسؤوليّة على الآخر، نحن مسؤولون وقادرون أنّ نكون قدّيسين.

نصلّي اليوم على نيّة كلّ عائلاتنا وعلى نيّة كنيستنا الّتي تواجه أيضًا تحدّيات وعواصف وحربًا كبيرة، ونصلّي من أجل وطننا وكلّ المسؤولين فيه ونطلب من الرّبّ بشفاعة القدّيس نعمة وكلّ قدّيسينا لأن يعطونا نعمة النّظر الدّاخليّ والرّوحيّ فنفتح عيوننا ونقرأ إرادته من خلال علامات الزّمن الّذي هو زمن قداسة وليس زمن تعاسة، ونحن على ثقة وإيماننا كبير ورجاؤنا أكبر إنّنا قادرون على إكمال الطّريق وكنيستنا ثابتة وهي كنيسة المسيح وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. لا تخافوا. آمين".