لبنان
17 أيار 2021, 11:50

المطران حدّاد في عيد العائلة: الويل للعالم إذا ما تخلّى عن العائلة لأنّه يتخلّى عن الحبّ

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة الشّهر المريميّ، وفي عيد العائلة العالميّ، ترأّس راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر للرّوم الملكيّين الكاثوليك والمدبّر الرّسوليّ لمطرانيّة صور المطران إيلي بشارة حدّاد، القدّاس الإلهيّ في مزار سيّدة المنطرة- مغدوشة، عاونه فيه كاهن المزار سمير نهرا والآباء جهاد فرنسيس، شارل صوايا وشادي دندن، بحضور عدد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى حدّاد عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "من هذا المزار المريميّ، نتشارك اليوم مع رحلة البابا فرنسيس إلى أكثر من ثلاثين مزارًا في العالم في شهر مريم بحسب الرّوزنامة اللّاتينيّة، لكن جميل أن ننفتح على تقاليد بعضنا، بين الكنيستين الشّرقيّة والغربيّة، علمًا أنّ الشّهر المريميّ في طقسنا البيزنطيّ هو في القسم الأوّل من شهر آب أيّ عيد السّيّدة. بعيدًا من الفوارق اللّيتورجيّة فإنّ مريم هي هي، أمّ الله وأمّ الكنيسة، شفيعة حارّة، سلّم البشريّة إلى السّماء، هنا في شخص العذراء مريم تتلاقى التّقاليد الكنسيّة فيغني الواحد الآخر، ومجمل هذه التّقاليد يقدّم لنا مثالاً للإيمان يحتذى به، إنّها أوّل إنسان تعرّف على الإله المتجسّد، عايشه وربّاه وصلّى معه.

في مزار سيّدة المنطرة في مغدوشة كسائر المزارات المريميّة قصّة تاريخ، قصّتنا هنا هي مغارة وأيقونة، هكذا بدأت مسيرة هذا المزار، بين تقليد شفهيّ أخفاه التّراب لأجيال طويلة عاد التّقليد الأركيولوجيّ والرّوحيّ لاكتشاف هذا المكان على يد الرّاعي وخروفه، وكلّكم تعرفون القصّة، تصالح التّاريخ هنا ليبدأ مرحلة جديدة من الإكرام لمريم وطلب شفاعتها. عديدة هي الأحداث الّتي مرّت هنا، من شفاءات وارتدادات، إلهامات وتعزيات، من ومضات روحيّة تؤكّد قداسة هذه الأرض وهذه الأكمّة، ولا شكّ أنّكم مررتم من هنا ولمستم بركة خاصّة من يسوع ومريم.

هذا المزار ينفتح على الدّيانات كلّها، فبطاقة مريم الآتية من اليهوديّة والّتي عاشت في المسيحيّة مع إبنها وذكرها القرآن الكريم قابلا بشارتها وحبلها العجيب وولادتها الفائقة الوصف، تقف مريم في الدّيانات الثّلاث لترفع شعار السّلام على البشريّة، لاسيّما على منطقة الشّرق الأوسط المتألّمة اليوم، تصرخ مريم بشكل خاصّ في القدس والحدود، ألا أوقفوا العنف والدّمار والتّقاتل أنتم يا أبناء الأديان والمتقاتلين بإسم أديانكم، إنّكم تقترفون خطأ جسيمًا وتعطون شهادة سيّئة للعالم بأنّ الأديان شرّ وقتل، لا وألف لا، الأديان هي مصدر سلام ومحبّة.

تعالوا نرفع الأدعية إلى الله بواسطة مريم أمّه كي يحفظ لبنان من رياح التّقاتل ويبعد عنّا أضرار الجائحة اللّعينة كورونا، تعالوا نصلّي كي ينقذ الله وطننا من الأزمة الّتي يتخبّط فيها، بكلّ بساطة يا أحبّة تعالوا نصلّي، الصّلاة هي وسيلتنا الوحيدة كي نعيش السّلام.

نضمّ صوتنا إلى صوت قداسة البابا الّذي أعلن ماراتونا مريميًّا لهذا الشّهر المريميّ، وسيكون في 29 أيّار الحاليّ مزار سيّدة لبنان في حريصا آخر مزار قبل عودة الماراتون إلى الفاتيكان، نريد أن نصلّي مع سيّدة لبنان ومن جميع مزارات لبنان لاسيّما من هذا المزار. تعالوا نضمّ صوتنا إلى صوت قداسة البابا الّذي زار الشّرق الأوسط، وآخر زيارة له كانت للعراق حيث وعد أنّه آت إلى لبنان، نرفع قدّاسنا لأجل تحقيق نوايا قداسته فيعمّ السّلام في العالم أجمع.

نحتفل اليوم أيضًا بعيد العائلة العالميّ، هذه العائلة تمتدّ إلى رسالة العائلة المقدّسة حيث تربّى الإله المتجسّد، كلّ مشروع مهمّ إنّما يبدأ في عائلة حيث الحبّ والمسؤوليّة، فالويل للعالم إذا ما تخلّى عن العائلة لأنّه يتخلّى عن الحبّ، ويقول البابا فرنسيس في هذه المناسبة: "إذا لم تكن العائلة في محور الحاضر، فلن يكون هناك مستقبل، لكن إذا انطلقت العائلات مجدّدًا ينطلق كلّ شيء من جديد". في العائلة تنمو المسؤوليّة نحو المجتمع والكنيسة وكلّ تقصير عن تأسيس العائلات إنّما هو أنانيّة وفساد وانطواء.

تعالوا نصلّي من أجل عائلاتنا، وخصوصًا الّتي تواجه صعوبات، تعالوا أيّها المتردّدون لنؤسّس عائلات جديدة. معًا ومع صعود ربّنا يسوع المسيح، ونحن في زمن الصّعود هذا، تعالوا نصلّي، نصعد صلواتنا إلى السّماء فنستحقّ أن نصلّي مع المسيح لتكن مشيئتك يا ربّ كما في السّماء كذلك على الأرض، هكذا مع جميع القدّيسين ونحن في احتفال هذا الأحد بجميع القدّيسين، ننضمّ معهم في موكب سماويّ لنقول "المجد لربّنا يسوع المسيح".