كندا
11 شباط 2020, 06:55

المطران تابت من كندا: لبناننا على مفترق طرق فلا تدعوا التّاريخ يأسف على تاريخنا

تيلي لوميار/ نورسات
دعا راعي أبرشيّة كندا للمورانة المطران بول مروان تابت المسؤولين في لبنان إلى "الوقوف أمام الضّمير والنّاس والتّاريخ"، خلال قدّاس عيد أب الطّائفة، احتفل به في أبرشيّة مار مارون عاونه فيه لفيف من الكهنة.

وألقى تابت للمناسبة عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام":

"نحتفل اليوم بعيد أبينا النّاسك القدّيس مارون، وما أحوجنا إلى شفاعته واستلهام سيرته النّسكيّة العطرة، وهو الّذي نأى بنفسه عن جلبة العالم ليقتدي بالمسيح، عاكفًا على الصّلاة من أجل تقديس حياته والشّهادة أمام عارفيه لحضور المسيح في العالم، فانتهج طريق التّعبّد والزّهد، مؤسّسًا روحانيّة الحجّ.

من وحي عيد مار مارون، نحن مدعوّون إلى تعزيز ما يجمع ونبذ ما يفرّق وحشد الكفاءات اللّبنانيّة في الانتشار لملاقاة من وضع كفاءاته في لبنان، والانكباب على اقتراح الحلول الإنقاذيّة، حفاظًا على الخير العامّ وأهلنا والمصلحة العليا للدّولة والوطن. إنّ الرّجوع إلى الدّستور مطلب حتميّ لا يحمل البحث وهو قانون القوانين والفاصل في الخلافات، كما العزم على المحاسبة، فيقف الهدر والتّسيب ونهب المال العامّ. من واجبنا في الذّكرى المئويّة لولادة الكيان اللّبنانيّ الحديث، أن نقدّم للبنان ما يحميه ويحافظ عليه كوطن تلاق وحوار حضاريّ إنسانيّ، وأن تبقى بيروت عاصمة الكلمة الحرّة والصّروح الجامعيّة المميّزة وموئل أهل القلم والفكر الرّياديّ. من واجبنا أن نحميه ونحافظ عليه وطنًا منفتحًا على ركب الحضارة الإنسانيّة، وهو من مؤسّسي الأمم المتّحدة والمشارك بفاعليّة وإبداع في صياغة مواثيقها، ولاسيّما شرعة حقوق الإنسان.

لبناننا على مفترق طرق، فلا تدعوا التّاريخ يأسف على تاريخنا، لأنّه لا يرحم. لا نريد أن تفتح كندا أبوابها مرّة جديدة للهجرة، فالوطن لا يحتمل. نصلّي وندعو إلى توافق القيّمين على شؤون الحكم والقرار في لبنان، فيبذلوا مزيدًا من الجهد لتوفير مظلّة حامية، دوليّة وإقليميّة، تعزّز السّلم الأهليّ وتحمي مساره من أجل عقد اجتماعيّ يرتكز فعلاً على قيم الحرّيّة والعدالة والمساواة، ويخرج وطننا من دائرة التّجاذبات المدمّرة واستهدافه كساحة تصفية حسابات وتناحرات لا صالح له فيها. نناشدهم أن يسارعوا إلى إجهاض مرامي من يتربّص بلبنان شرًّا، وإلى أن يبقوا على لبنان ويدافعوا عنه كوطن للإنسان ونموذج للحرّيّات والدّولة العادلة.

ندعو إلى رفع الغيمة عن لبنان ونصلّي من أجل كندا لتبقى نموذجًا في حوار الحياة والعيش المشترك".