كندا
29 أيلول 2022, 10:20

المطران تابت مكرمًّا المطران جاويش في كندا: لعمل مشرقيّ جامع وموحّد

تيلي لوميار/ نورسات
كرّم راعي أبرشيّة مار مارون في كندا المطران بول مروان تابت، قبل أيّام، الرّاعي الجديد لأبرشيّة الرّوم الملكيّين الكاثوليك في كندا المطران ميلاد جاويش، خلال عشاء تكريميّ حضره: ممثّلة وزيرة الخارجيّة في حكومة كيبيك ميلاني جولي أدليا بانولي، النّائبان آني كوتراكيس وأنجيلو اياكونو، رئيس أساقفة مونتريال المونسنيور كريستيان لوبين ومعاونه المونسنيور فرانك ليو، راعي أبرشيّة كندا للسّريان الكاثوليك المطران بول أنطوان ناصيف، ممثّل دار الفتوى في كندا الشّيخ سعيد فوّاز، ممثّل الطّائفة الدّرزيّة في مونتريال الشذيخ عادل حاطوم، رئيسة بلديّة مونتريال أميلي تولييه، ممثّل رئيس بلديّة لافال عضو البلديّة راي خليل، عضوا بلديّتي لافال وومن رويال آلين ديب وأنطوان طيّار، رؤساء الأحزاب اللّبنانيّة في مونتريال، رئيسة غرفة التّجارة والصّناعة الكنديّة– اللّبنانيّة ليليان نازار وأعضاء الغرفة، ممثّلو الجمعيّات وروابط الانتشار وكهنة الرّعايا في الأبرشيّتين.

تخلّلت العشاء كلمات أضاءت على مسيرة المطران جاويش الكهنوتيّة والتّعليميّة ومسؤوليّاته في الرّهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة وخدمته الرّعويّة في لبنان وبلجيكا، كما على إنجازات المطران تابت في أبرشيّة مار مارون- كندا.

هذا وكانت كلمة لجاويش قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "ما أجمل أن يجتمع الأخوة معًا، هناك أوصى الرّبّ بالبركة". (المزمور 133)، البركة تكون حيث يكون السّلام، حيث يكون التّفاهم. أجدادنا في قراهم كانوا يحيّون بعضهم البعض بعبارة جميلة جدًّا: "عالبركة"، الّتي تعني في الوقت نفسه البركة والبراءة، وهما فضيلتان من الإنجيل. أن تكون بريئًا هو أن تؤمن بالحبّ، بالطّيبة، بالإنجيل وفضائله، وكما نقول في قدّاسنا البيزنطيّ، أن تؤمن بأنّ "المسيح حقيقة بيننا".    

كم هو جميل أن تجتمع العائلة الشّرقيّة، بكلّ عائلاتها الرّوحيّة. في هذا اللّقاء الجميل، أودّ أن أشكر أخي صاحب السّيادة المطران بول مروان تابت، مطران الموارنة في كندا على دعوته اللّطيفة تحت سقف كاتدرائيّة مار مارون. مع إخوتي الكهنة، الموجودين هنا، أرفع الصّلوات من أجله شخصيًّا ومن أجل جميع الكهنة في الكنيسة المارونيّة الشّقيقة في كندا، لكي يبقوا، كما نصلّي دائمًا، "في سلام وصحّة وكرامة، وأن يتابعوا بأمانة نشر كلمة حقيقة الله.    

إنّني أشكر لهم هذا الاستقبال الّذي أراد سيّدنا بول مروان إقامته على شرفي، دليل صداقة وأخوّة في المسيح. إنّ أجمل وعد يمكن أن نطلقه، كلّنا معًا، هو أن "نعمل كلّ ما نستطيعه من أجل مجد الله"، والله وحده، كما يدعونا القدّيس بولس في الرّسالة إلى أهل كورنتوس".  

وفي الختام كانت كلمة للمطران تابت، الّذي رحبّ بالمطران جاويش في بيته وفي رعيّته، وقال: "صحيح أنّ لكلّ منّا طقوسه اللّيتورجيّة، ولكن ما يجمع بيننا هو أكثر بكثير من تعدّد هذه الطّقوس وتنّوعها وتمايزها. ما يجمعنا ككنائس مسيحيّة مشرقيّة في بلاد الانتشار، وبالأخصّ في كندا، هو إيماننا بيسوع المسيح مخلّص العالم، وأنّنا جسد واحد متكامل في المسيح، وأنّنا معًا، ويدًا بيد من أجل هدف واحد ألا هو خدمة أبنائنا أينما وجدوا، وهذه الخدمة لا تكون مجدية إلّا إذا كانت متضافرة، وتصبّ في خانة هدف واحد، وهو عدم التّفريق في خدمة أخوتنا في المسيح وفي الإنسانيّة.  

بعد انحسار موجة "كورونا"، سعينا إلى مضاعفة جهودنا المشتركة من أجل تحديد الأهداف الّتي رسمناها لأنفسنا ككنائس شرقيّة، ومن ضمن عمل توحيديّ، في الإرادة وفي السّعي الجادّ والمخلص، كأساقفة مشرقيّين ومن ضمن برنامج عمل مشترك هدفه الأساس لمّ الشّمل الدّائم والعمل على تجذير الشّباب في قيمنا الرّوحيّة والحفاظ على هويّتنا الرّوحيّة والثّقافيّة والاجتماعيّة، وذلك تعويضًا عمّا فاتنا من نقص فرضته علينا جميعًا الظّروف الصّحّيّة القاهرة. وأستطيع القول إنّنا قطعنا شوطًا لا بأس به في مسيرة الألف ميل، الّتي تتطلّب منّا جميعًا بذل المزيد من الجهد والتّضحية والتّخلّي عن الأنانيّات، لننطلق معًا نحو الأهداف التّوحيديّة السّامية، ونحو تجذير قيم مجتمعنا الشّرقيّ، الّذي لا تزال الرّوابط العائليّة تعني له الكثير. نشدّد على أن تبقى هذه القيم متأصّلة في عائلاتنا، ونتناقلها من جيل إلى جيل، والعمل قدر المستطاع على أن يبقى أولادنا وأحفادنا متشبّثين بهذه القيم ومحافظين عليها.  

الشّكر من القلب موصول إلى كلّ من أخوتي المطارنة، وأخصّ بالذّكر المطرانين جاويش وناصيف، والمونسنيور لوبين ومعاونيه لما تقدّمه لنا الكنيسة الكنديّة اللّاتينيّة من دعم روحيّ ومعنويّ، على أمل أن يثمر تعاوننا الكنسيّ، الّذي هدفه الإنسان، إلى توسيع إطار توحيد مساعينا المشتركة كأديان سماويّة تؤمن بإله واحد خالق السّموات والأرض، لنعمل معًا لخير الإنسان.  

يبقى نظرنا شاخصًا نحو مشرقنا المعذّب، خاصّة لبنان، الّذي هو في أمسّ الحاجة اليوم أكثر من أيّ يوم مضى، إلى أن نمدّ له جميعنا يد المساعدة المعنويّة والمادّيّة، كلّ وفق قدرته وإمكاناته، وأن نرفع معًا الصّلاة على نيّة شعبنا، بكلّ طوائفه وفئاته، لكي ما يرأف به الرّبّ، ويبعد عنه كلّ أذى وشرّ، وأن تنقشع عن سماء لبناننا هذه الغمامة السّوداء لينبلج فجر يوم جديد".

وفي نهاية الاحتفال تبادل تابت وجاويش الهدايا التّذكاريّة.