لبنان
11 نيسان 2016, 06:55

المطران بو جوده ترأس قداس كاريتاس في زغرتا

نظّم كاريتاس لبنان إقليم الزاوية في قضاء زغرتا، قداساً احتفالياً ترأسه راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة سيدة لورد في بلدة كفردلاقوس في القضاء، عاونه فيه رئيس كاريتاس لبنان الاب بول كرم، منسق كاريتاس لبنان الأب رولان مراد، مرشد كاريتاس الزاوية الخوري يواكيم نجيم، وخادم رعية كفردلاقوس المونسنيور يوسف نضيره، والخوري ايلي دويهي.

حضر القداس رئيسة اقليم الزاوية في كاريتاس الآنسة مارغو وهبه، وعدد من رؤساء الأقاليم في الشمال، الى عدد من رؤساء بلديات القضاء، ومختاريه، وحركات كشفية وشبابية وشبيبة كاريتاس في الزاوية وحشد من المؤمنين.

في بداية القداس تحدّث الخوري يواكيم نجيم مرحبا بالمطران بو جوده والضيوف وقال "كيف يمكن أن نؤمن بالقيامة وكل ما من حولنا يبشرنا بالموت، والعنف والدمار، كيف نؤمن بالقيامة حين نرى صديقاً يموت وقريباً يعاني مرض لا علاج منه، كيف نؤمن بالقيامة وفي عالمنا الآن أطفال مشردون يملأون الكون والحروب تجتاح الارض دماراً وارهاباً، والسلاح يفتك بالأبرياء. في كل هذه الظروف الصعبة والقاسية تأتي كاريتاس لتقول لا تخف نحن الى جانبك نحمل اليك يسوع القائم، نحن نؤمن بأن الخير سينتصر".

وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران بو جوده عظة قال فيها "في احتفالنا اليوم بالذبيحة الالهية على نية مؤسسة كاريتاس وجميع العاملين فيها، أودّ أن أتأمل معكم في أهمية الدور الذي تقوم به هذه المؤسسة في خدمة الانسان. فهي ليست مجرد مؤسسة بشرية عادية كغيرها من المؤسسات التي تقدم المساعدات المادية للمحتاجين، بل إنها تقدم بذلك نظرة روحية ولاهوتية مميزة، ساعية الى تجسيد ما علّمنا إياه المسيح وما قاله لنا في الفصل الخامس والعشرين من الانجيل حسب القديس متى "كنت جائعاً فأطعمتموني، وعطشاناً فسقيتموني، وغريباً فآويتموني، ومريضاً فزرتموني، وسجيناً فجئتم إليّ، فالحق أقول لكم، كل مرة عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي فعلتموه".

أضاف بو جوده:" إن ما تقومون به يا أعضاء كاريتاس، وما يجب علينا أن نقوم به جميعنا يدعونا ويحثنا على رؤية المسيح بالذات في الاشخاص الذين نهتم بهم دون أن "نربحهم جميلة" كما نقول عادة. إننا مدعوون لاستلهام ما كان يقوله القديس منصور دي بول "على الفقراء أن يغفروا لنا الخبز الذي نعطيهم إياه"، وما كان يقوله القديس امبروسيوس "أنت لا توزع من أموالك على الفقراء، بل إنك تعيد للفقير ما هو له، لأنك اغتصبت لوحدك ما أعطي لاستعمال الجميع، أما الارض للجميع وليست للاغنياء فقط".

وتابع بوجوده يقول "وما يقوله القديس باسيليوس في عظته حول الغنى" إننا نسمي لصاً وسارقاً ذلك الذي يجرّد انساناً من ثيابه.. وذلك الذي لا يكسي عرياناً، وهو يستطيع ذلك فما عسانا نسمّيه، أيستحق اسماً آخر غير ذلك؟ إن الخبز الذي نحتفظ به هو ملك للجائع، والرداء الذي تخبئه في خزانتك هو ملك العريان والحذاء الذي يعفن في بيتك هو ملك لحافي القدمين والمال الذي تكدّسه في خزانتك هو ملك للمعدم والفقير".

وختم بو جوده عظته يقول "اسمحوا لي أن أهنئكم وأشكركم يا أعضاء كاريتاس على كل ما تقومون به في خدمة المحتاج والمعوز الذي ترون فيه صورة المسيح، وأن أشجعكم على عدم الاكتفاء بما تقومون به، بل عليكم أن تعملوا على توعية الجميع على المشاركة في ذلك لأن الجميع أعضاء في جسد واحد، وهم متكاملون، ولا يستطيع أي واحد منهم أن يعيش لوحده خارجاً عن الآخرين وإلّا أصبح الجسد مسخاً اذ لم يتنامى الجميع مع بعضهم البعض كي يبلغ جسد المسيح ملأه".