لبنان
04 آذار 2019, 11:36

المطران بسترس في بداية الصّوم: طريق المصالحة مع الله تمرّ بطريق المصالحة مع القريب

بحضور راعي أبرشيّة بيروت للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران كيرلّس بسترس، ترأّس الأب القاضي أندره فرح، القدّاس الإلهيّ في بداية الصّوم الأربعينيّ، بمشاركة النّائب الأسقفيّ الأرشمندريت سليمان سمور، في كنيسة يوحنّا فم الذّهب في المطرانيّة.

 

بعد الإنجيل، ألقى بسترس عظة قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "قال يسوع أنا الطّريق والحقّ والحياة، فنسأل الطّريق الى أين؟ جوابنا: "الطّريق إلى الله. ولكن في الطّريق هناك حواجز تعيق وصولنا إلى الله، الحاجز الأوّل هو عدم المصالحة مع الآخرين. لذلك يقول يسوع إن غفرتم للنّاس زلّاتهم غفر لكم أبوكم السّماويّ أيضًا، وإن لم تغفروا للنّاس، فأبوكم أيضًا لا يغفر لكم زلّاتكم.
طريق المصالحة مع الله تمرّ بطريق المصالحة مع القريب، المشكلة في عالمنا هي أنّ النّاس قد أقاموا حواجز عديدة بين البشر، بين الأديان، بين المذاهب، بين الرّجل والمرأة في العائلة، بين الأهل والأولاد. زمن الصّوم هو أوّلاً زمن هدم الحواجز بين الإنسان والله وهذه الحواجز هي أنانيّتنا وشهواتنا وسائر الخطايا، لذلك يأتي الصّوم عن الطّعام وعن سائر شهوات الجسد والنّفس. فالانقطاع عن الطّعام المادّيّ يهدف الى الاغتذاء من الطّعام الرّوحيّ بالصّلاة والتّأمّل، فنحن لا نصوم لنظهر قداستنا للنّاس، بل لتعميق علاقتنا الشّخصيّة بالله لذلك يطلب منّا يسوع أن نصوم بفرح.
إنّ زمن الصّوم هو هدم الحواجز بين الإنسان ونفسه وذلك من خلال التّأمّل في القيم الحقيقيّة للأشياء وفي الكنز الّذي يمنح نفسنا السّعادة. يروي أحد الأحاديث الإسلاميّة أنّ يسوع أعطى مثالاً عن الكنز الحقيقيّ فقال: ذهب ثلاث رجال للبحث عن الكنز، وبعد بحث وجدوه فقال اثنان لأحدهما لقد تعبنا وجعنا فاذهب إلى القرية المجاورة وابتع لنا طعامًا، وفيما هو ذاهب تشاور اثنان على قتله ليقسّما بينهما الكنز وما إن عاد بالطّعام حتّى قتلاه ولكن الطّعام كان مسمومًا فتناوله الإثنين ووقعا ميتين. ويتابع الحديث فيقول: ثمّ رفع يسوع دينارًا وقال لمستمعيه: هذا هو القاتل.
جاء يسوع لمنحنا المعرفة الحقيقيّة الّتي تمنحنا السّعادة في هذه الحياة وتبقى للحياة الأبديّة كنز المصالحة مع الله من خلال المصالحة مع القريب كنز الإيمان، كنز معرفة المسيح معرفة شخصيّة كنز الصّلاة. لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث السّوس والفساد وحيث اللّصوص ينقّبون ويسرقون بل اكنزوا لكم كنوزًا في السّماوات حيث لا سوس ولا عثّ ولا لصوص ينقّبون ويسرقون، فحيث يكون كنزك هناك يكون قلبك".