لبنان
29 كانون الأول 2015, 15:27

المطران الحاج أعلن عن رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالمي التاسع والأربعين للسلام 2016

عقد قبل ظهر اليوم رئيس اللجنة الأسقفيةعدالة وسلام، المطران شكرالله نبيل الحاج، مؤتمراً صحافياً في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، أعلن خلاله رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالمي التاسع والأربعين للسلام 2016، تحت عنوان " تغلَّب على اللامبالاة واكسَب السلام". يترأس الذبيحة الإلهية لهذا الإحتفال غبطة الكاردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، في سيدة الصرح في بكركي، نهار الأحد القادم 3 كانون الثاني 2015 الساعة العاشرة صباحاً والدعوة عامة. شارك في المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضره الأب انطوان عطالله، وأعضاء من اللجنة الأسقفية عدالة وسلام من بينهم د. فادي جرجس، والمحامية منى فرحات، والإعلاميين والمهتمين.

بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر الذي تغيب بداعي السفر إلى الولايات المتحدة وقال: "في الحقيقة إن قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس يركز دائماً في يوم السلام العالمي، على الإهتمام بالإنسان بمشاكله، وبالتحديات التي تواجههه، وعلى كل مؤمن مسيحي أن يكون منتبه لأخيه الإنسان."

تابع "اللامبالاة للإنسان هي لامبالاة لله لأن في كل إنسان صورة الله، عندما لا ننتبه ولا نهتم للإنسان المقيم معنا، القريب منا، المحتاج إلى مساعدة، عندها نكون لا مبالين أمام الله الذي أوصانا بالمحبة وبأن نكون رسل سلام في مجتمعنا، في وطننا، وفي كنيستنا."

أضاف "إن من مسوؤلية وسائل الإعلام أن تقف وأن تكون العين الساهرة للإهتمام بمشاكل الناس وإبراز هذه المشاكل إلى الواجهة حتى تستطيع كل البشرية أن تواجه هذه المشاكل بروح الحكمة وأن تجعل منها محطات على طريق الإنسان لكي يعيش تجربة السلام في محيطه ومجتمعه."

وقال "اليوم هناك أطفال مهمشون، يعيشون على هامش الحياة ، محرومون من أدنى مقومات الحياة، أطفال يستغلون ويعتدى عليهم جنسياً ، أطفال تسرق أعضاؤهم ونحن نقف لا مبالين تجاه هذه القضية."

أردف "اليوم هناك أناس نازحون، أناس يقتلون، إناس يذبحون  تنهب ارزاقهم وتسبى نساؤهم ونجن نتفرج  على هذه البشرية وكأنها لا تعنينا. هذه اللامبالاة يدعونا قداسة البابا فرنسيس إلى الإنتباه إليها وإلى العمل من أجل معالجتها ومواجهتا لأننا عندما نواجه هذه الآفات نسير على طريق السلام."

تابع "اليوم أنا أدعو كل وسائل الإعلام إلى الإنتباه إلى كل هذه الآفات والمشاكل، إلى الإضاءة عليها وإيجاد الحلول لها، علّ وسائل الإعلام تكون منتبهه ومبالية ودائماً في خدمة الإنسان."

وفي الختام "تمنى الأب ابو كسم السلام للبنان والعراق وسوريا ولمنطقة الشرق الأوسط وطلب إلى الله أن يلهم المسؤولين إلى إنتخاب رئيساً للجمهورية.

 

ثم تحدث المطران شكرالله نبيل الحاج فقال:

قال "كتب البابا فرنسيس رسالة اليوم العالمي التاسع والأربعين للسلام 2016 واستهلها بالقول: "الله ليس غير مبال! الله يكترث بالبشريّة، الله لن يتخلّى عنها!" "لا نفقِدنَّ الرجاء بأن العام 2016 سيرانا جميعًا ملتزمين بثبات وثقة، على مختلف المستويات، في تحقيق العدالة وصنع السلام. نعم، فالسلام عطية الله وعمل البشر." "السلام هو عطيّة الله ولكنّه موكل لجميع الرجال والنساء الذين دعوا لتحقيقه. "

 تابع "بهذا المطلع الرائع المفعم بالرجاء يبدأ البابا رسالته واصفاَ التحدي الحقيقي الذي علينا أن نواجهه لنحقق السلام إنما هو التغلب على ثقافة اللامبالاة."

أضاف "ما سماه البابا "حربًا عالمية ثالثة مُجزأة" هي ناتجة يرأي عن ثقافة اللامبالاة، عن عدم تقبل الآخر باختلافه "المهان والمجروح". ويلاحظ قداسته أننا نجد في صميم عولمة اللامبالاة عولمة الحرب التي تجذب قلوب الكثيرين إليها."

وقال "في هذا الاطار المأساوي يجدد البابا دعوته لنا بأن لا نفقد الرجاء كوسيلة فعالة لتحقيق السلام حتى لو بدت اليوم علامات الحرب واضحة فهناك أيضًا علامات الرجاء والسلام : كمثل لقاء القادة العالميين، في إطار مؤتمر باريس الأخير من أجل البحث عن سبُل جديدة لمواجهة التغييرات المناخيّة والحفاظ على رخاء الأرض، بيتنا المُشترك، وقمّة أديس أبابا لجمع اعتمادات من أجل تنمية العالم المستدامة؛ وتبنّي الأمم المتحدة لأجندة   2030  للتنمية المستدامة والتي تهدف لتأمين حياة أكثر كرامة للجميع، لا سيما الفقراء منهم." و "لقد شكلت ال 2015 سنة مميّزة للكنيسة، لاسيما لأنها طُبعت بالذكرى الخمسين لصدور وثيقتين عن المجمع الفاتيكاني الثاني" في عصرنا " و "فرح ورجاء" اللتين تعبِّران بشكل بليغ جدًا عن معنى تضامن الكنيسة مع العالم".

تابع "ويعتبر البابا أن موقف اللامبالاة هو بالتأكيد موقف الذي يغلق قلبه كي لا يأخذ الآخرين في عين الاعتبار والذي يغلق عينيه كي لا يرى ما يحيط به أو يتنحّى كي لا تلمسه مشاكل الآخرين."

وقال "يعدّد البابا مظاهر اللامبالاة معتبراَ "أن أول أشكال اللامبالاة في المجتمع البشري هي اللامبالاة تجاه الله والتي منها تنبع اللامبالاة تجاه القريب والخليقة"، فالإنسان يعتبر أنه صانع ذاته والمجتمع وهو يكتفي بذاته ويستغني عن الله. "ولذلك يعتقد أنه لا يدين لأحد بشيء إلا لنفسه ويدّعي بأنه يملك حقوقًا فقط."

أضاف "قداسته يعتبر أن اللامبالاة تجاه الطبيعة هي ثمرة اللامبالاة تجاه الآخرين لأنّ كل شيء مرتبط ببعضه البعض. لذلك علينا أن نتخلص من ثقافة اللامبالاة والفتور، وعلينا أن نعبر من اللامبالاة الى الرحمة. فاللامبالاة هي قبل أي شيء آخر لامبالاة تجاه الاخر، الذي لا نكترث لمصيره بأي شكل من الاشكال."

تابع "إن الله إذاً يقول قداسته يظهر منذ بداية البشرية كمن يكترث بمصير الإنسان: "الله يرى، يسمع، يعلم، ينزل وينقذ. الله ليس غير مبال. إنه متنبه ويعمل من خلال الرحمة و المسامحة. أن الرحمة هي قلب الله، من حيث تنبع الحياة والموت من أجلنا. أمّا قمة الرحمة فظهرت مع يسوع الذي يسامحنا من على الصليب. هذا هو العمل الجبار الذي يولد المغفرة العظيمة. من خلال هذا الصفح الذي يغير مجرى التاريخ، اذ يظهر القوة الوديعة والمتواضعة للمغفرة التي تبين كيف يعتني الله بكل انسان من خلال رحمته التي تصفح وتسامح."

تابع "يقول البابا فرنسيس أن "الحقيقة الأولى للكنيسة هي محبة المسيح إزاء البشر. لذا تجعل  الكنيسة من نفسها خادمة ووسيطة لهذه المحبة التي تصل إلى حد المغفرة ووهب الذات، فحيث توجد الكنيسة يجب أن تتجلى رحمة الآب بوضوح.  من هنا لا بد أن يجد أي شخص واحة من الرحمة في رعايانا، وجماعاتنا وجمعياتنا وحركاتنا، أي حيثما يوجد مسيحيون."

ورأى "إننا مدعوون نحن أيضا لأن نجعل من المحبة والرأفة والرحمة والتعاضد برنامج حياة حقا، ونمط تصرف في علاقاتنا مع بعضنا البعض0 هذا يتطلب ارتداد القلب: أي أن تحوّل نعمة الله قلبنا الحجري إلى قلب من لحم. قادر على الانفتاح على الآخرين بتعاضد أصيل."

أردف "اذا يجب أن ننطلق من الرحمة الى المغفرة، من الارتداد الى التعاضد، لكي نغلب اللامبالاة، التي تمثل مرض عالم اليوم. لكن قداسته ينوه بالتزام العائلات، والاولاد، والمربين وبعمل المنظمات الغير حكومية وأيضاً بكل وسائل الإعلام  وكل الذين يتدخلون للتخفبف من آلام الناس عند وقوع كوارث من جراء الحروب وكذلك يشيد بدور الجمعيات التي تدافع عن حقوق اللاجئين والمهجرين".

وقال "يصف البابا هذه الاعمال وكأنها أعمال الرحمة الجديدة الروحية والمادية. ويرى أننا بهذه الطريقة نتغلب على اللامبالاة ونكسب السلام اذا وضعنا في سلم أولوياتنا اهتمامنا بضحايا الحروب والجرحى، والمسجونين، واللاجئين، والعاطلين عن العمل والمرضى."

وختم سيادته بالقول"يجدد البابا النداء إلى سلطات الدول من أجل إلغاء عقوبة الإعدام حيث لا تزال سارية المفعول، ةيؤكد إنه من الممكن التغلب على اللامبالاة وكسب السلام، من خلال الارتداد ونعمة المغفرة. إذ ان "سفر السلام المقدس" يتمحور حول المغفرة التي تنبع من القلوب المرتدة ."