المطران الجميل لتيلي لوميار من باريس "نحن سلاطين في مشرقنا ونعيش في فرنسا استنفارا ايجابيا لنحافظ على ارثنا المشرقي الذي لا بديل عنه"
هذا ما اوضحه مطران الموارنة في فرنسا ناصر الجميل في حديث لتيلي لوميار ونورسات من باريس مستعرضا واقع الابرشية قائلا:" لدينا في هذه الابرشية اي على مستوى فرنسا 80 الف ماروني والكنيسة اليوم هي بصدد اعداد احصاءات دقيقة وواضحة لكن الأبعد من العدد الرقمي هو ان ابناء الكنيسة يبحثون بشكل دائم عن عيش الايمان الحقيقي وتفعيل القيم الانجيلية والتراث المشرقي لدحض كل التحديات. وتابع المطران جميل، اذا ما نظرنا في الناحية التطبيقية العملانية يتراءى لنا ان الكثير من الانجازات والاعمال قد تحققت على مستوى انشاء رعايا وارساليات على مستوى فرنسا، بحيث ومنذ استلامه مهام الابرشية سعى المطران الجميل الى انشاء رعايا عدة وارساليات في ضواحي باريس ورسامة كهنة جدد بالاضافة الى الرعايا التقليدية الموجودة قبل انشاء الابرشية المارونية في فرنسا. والهدف من انشاء رعايا وارساليات بحسب المطران الجميل هو تثبيت الحضور الماروني والعيش بتوازن ما بين الشرق والغرب، هذا التوازن الذي يحث ابناء الكنيسة على التمسك بايمانهم وبتراثهم المشرقي انطلاقا من ان الكنيسة لا تعيش الشهادة الا اذا كانت كنيسة مستقرة ومستنفرة ايجابيا بكل الاعمال الصالحة لتقف بالمرصاد بوجه كل التحديات والمضايقات. وكشف المطران الجميل لأول مرة من باريس عبر شاشة تيلي لوميار عن امكانية شراء ارض في ضواحي لورد مساحتها 40 الف متر مربع مشيد عليها اكليريكية قديمة وستعمل الكنيسة على بناء مركز نشاطات رعوي للكنيسة المارونية يجذب الاطفال والشبان والشابات لا سيما في هذا المكان المقدس الذي يتوافد اليه الحجاج من كل اصقاع العالم وكل ذلك للتأكيد ان" الشعب موجود والكنيسة موجودة ولدينا قضية يجب ان نحافظ عليها لكي لا نذوب في مجتمع التحديات بل نحن هنا في فرنسا وعلى مستوى الدولة جمعاء، ولدينا هيكلية كنسية مشرقية ومشاريع حرة نحن اصحاب القرار في تنفيذها". واضاف، ان الكنيسة المارونية في فرنسا تعمل على الاهتمام بالتعليم المسيحي والمحافظة على اللغة العربية اللغة الام الى جانب اللغة الفرنسية واعداد نشاطات للشبيبة والاطفال وبث التوعية عند كل من يتهيأ للزواج بالاضافة الى تحضير المناولة الاولى وغير ذلك من العادات والتقاليد الكنسية المتبعة في الشرق. وعن اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين اوضح المطران الجميل ان الكنيسة المارونية في فرنسا اعتادت ان تحيي هذا الاسبوع باقامة صلاة مشتركة تضم الكنائس كافة وستصبح هذه الصلاة تقليدا سنويا في كنيستنا بفرنسا. وعن تطلعاته من مفهوم المصالحة عنوان اسبوع الوحدة لعام 2017 لفت المطران الجميل الى ان مفهوم المصالحة هو عملية يومية مستمرة ويجب ان يكون هذا المفهوم راسخا لان الخلافات لا تجد نفعا كما ان المصالحة يجب ان تتحقق اولا على الصعيد الفردي والعائلة ومن ثم على صعيد الاوطان والشعوب. والى المهجرين والمتألمين في الشرق الجريح قال المطران الجميل:" ان ارض الشرق هي ارض مقدسة ولا ثبات ولا سلام الا فيها فالمسيحية انطلقت من هناك وستبقى ومن هنا لا يسعني سوى ان اتوجه الى كل من يتألم في الشرق برسالة ملؤها الرجاء احث خلالها كل من بقي رازحا تحت وطأة الالم بأن يبقى في الشرق لان الهجرة هي بمثابة غربة جديدة وقاسية وبالتالي على كل واحد من ابنائنا هناك ان يواجه ذاك المأزق لاننا سلاطين في الشرق وعلينا ان نحافظ عليه