المطران ابراهيم من ريّاق: حضور الشّباب في الكنيسة له رمزيّته الكبيرة جدًا
وشارك المطران ابراهيم الرّعية في صلاة النّوم الكبرى بحضور رئيس دير مار روكز الأب طوني تنوري، كاهن رعيّة مار مخايل المارونيّة في ريّاق الأب جورج صدقة، رئيس مدرسة إكليركيّة القدّيسة حنّة في ريّاق الأب الياس ابراهيم والأب شربل راشد.
تلت الصّلاة كلمة للمطران ابراهيم جاء فيهابحسب إعلام الأبرشيّة: "أشكر الأب أومير عبيدي على خدمته المميّزة مع الشّباب، الصّغار والكبار، على قلبه الكبير وغيرته وحماسه ومحبّته لأبناء رعيّته وهذه أهمّ صفة عند الكاهن أن يحب النّاس الذين يخدمهم.
حضور الشّباب في الكنيسة له رمزيّته الكبيرة جدًا، فالشّباب بكلّ حماسهم وطاقتهم الإيجابيّة يستطيعون أن يضبطوا أنفسهم بالصّلاة ويفتحوا قلوبهم للمسيح ويعبروا على جسر التّواصل مع الله خالق الكون. هذا الجسر مباشر بين الشّباب والله، فالرّبّ يتواصل معكم مباشرة والمسيح قال "إنّ لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السّماوات". الكثيرون يعتقدون أنّ القداسة حركة تصاعديّة أو حتّى علم اللّاهوت هو حركة تصاعديّة، لكن يسوع يدلّنا على طريق ثانٍ، طريق تنازليّ، طريق التّواضع وهي طريق لاهوتيّة، طريق القداسة توصلنا إلى ملكوت السّماوات.
أحيانًا كثيرة نفكّر بأن الكنيسة ليست مكانًا للأطفال، الولد يجب أن يبكي حتّى لو كان في قلب الجماعة، هذا الولد نقبله كما هو. إذا حرمنا الأطفال وجودهم الطّبيعيّ في قلب الجماعة المؤمنة نكون قد أبعدنا يسوع من بيننا. من يبعد الأطفال عن الكنيسة لأيّ سبب كان يكون قد ارتكب جريمة بحقّ يسوع.
في الشّرق أو في الغرب وجودنا مهدّد بالاضمحلال والتّراجع، ونحن نساهم بهذا الأمر من دون معرفة عندما نبعد الشّباب والأطفال عن كنائسنا. هذه رسالة عامّة في أبرشيّتنا تدعو الكهنة إلى تشجيع النّاس على قبول الأطفال في الكنيسة كما هم على طبيعتهم. بدون الأطفال ليس لدينا غد ومستقبل للكنيسة.
أنا سعيد جدًّا أن أكون معكم، تعرّفت على أشخاص كثر من ريّاق خلال وجودي في أميركا وكندا ورأيت ثمار هذه الشّجرة الرّائعة المدعوّة ريّاق، فأبناؤها مميّزون جدًّا أينما وجدوا وأينما حلّوا تحلّ معهم القداسة والبركة ومحبّة الكنيسة والتّضامن والاتّحاد الذي هو صفة مميّزة عرفتها عنكم بأنّ رياق هي رعيّة التّضامن والوحدة. ونحن اليوم في هذا البلد لا شيء يخلّصنا سوى التّكاتف والتّضامن لكي نستطيع سويًّا عبور هذا النّفق الأسود الذي نعيش فيه باتّجاه النّور وقيامة لبنان الجديد.
وهنا أتوجّه للشّباب بنوع خاصّ لأقول عشت 35 سنة في الاغتراب ولدى غالبيّتكم حلم الغربة، في العالم أجمع لا يوجد أجمل من لبنان، بالرّغم من كلّ الصّعاب التي يمرّ بها يبقى البلد الأجمل في العالم لأنّه بلد الإنسان الذي لا يستطيع أحد أن يسلبه كرامته أو حرّيّته وبنوع خاصّ فرحه. الأوطان ممكن أن تنتهي إذا أصاب اليأس أهلها، لكنّ كلّ الأزمات كالتي نمرّ بها سواء كانت سياسيّة أو أمنيّة أو اقتصاديّة نستطيع أن نتغلّب عليها بالأمل والإيمان والرّجاء وبمحبّة بعضنا البعض ومحبّة الرّبّ والاتّكال عليه".
بعد الصّلاة انتقل الحضور إلى صالون الكنيسة حيث قطع قالب حلوى بمناسبة عيد ميلاد المطران ابراهيم.