لبنان
19 كانون الأول 2023, 14:50

المطران ابراهيم: طلب الله هو أن تكون قلوبنا مسكنًا له

تيلي لوميار/ نورسات
من وحي عنوان الرّسيتال الميلاديّ لجوقة "وتر" "وحدك ساكن قلبي" الّذي استضافته كاتدرائيّة سيّدة النّجاة زحلة لمناسبة عيد أب الآباء النّبي ابراهيم والذّكرى السّنويّة الثّانية لتولية المطران ابراهيم مخايل ابراهيم على أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك، والّذكرى السّنويّة الأولى لتوقيع التّعاون بين مستشفيي تلّ شيحا وأوتيل ديو وجامعة القدّيس يوسف، توقّف المطران ابراهيم عند هذه الكلمات الثّلاث ليؤكّد رغبة الله في "أن تكون قلوبنا مسكنًا له.

وفي تفاصيل الكلمة، قال المطران ابراهيم بحسب إعلام الأبرشيّة: "مساء الخير، مساء الأعياد، مساء الأمل السّاكن في قلوبنا، مساء جوقة وتر الّتي تزرع الفرح والسّلام والتّرنيم في هذه المدينة وفي مناطق أخرى من لبنان. أشكرهم على تعبهم، أشكر مدير الجوقة الأستاذ فادي نحّاس، الجوهرجيّ الّذي جمع هذه الجواهر وأعطانا قطعة جميلة جدًّا، فيها من البهاء والجمال ما يعكس صورة الله أمامنا مرئيّة في النّغمة وفي الكلمة وفي الأداء.

إختاروا وحدهم عنوانًا لهذا الرّسيتال "وحدك ساكن قلبي" ثلاث كلمات، ثالوث:

وحدك هو الله، لا أحد يستطيع أن يشاركنا، الله عندما يحضر في قلوبنا ويسكن فينا، عندما يكون معنا لا يعود لنا حاجة إلى أيّ إنسان أو شخص آخر، أو أيّ جوهر أو أيّة روح أخرى. وحده هو الله الّذ إذا لمسنا وزارنا نصبح ملأى بالفرح والسّلام وهدوء البال، بالأمل والرّجاء، فلا نعود إلّا أبناء له ولا لأي شيء آخر. لا يمكن أن نكون أبناء الله وأن نكون أبناء اليأس والإحباط في نفس الوقت. إمّا أن نكون مسيحيّين فرحين قلبنا مليء بالسّلام والفرح وإمّا لا نكون. المسيحيّون قوّتهم أنّ الله معهم، وحده هو الله الّذي يسكن فينا.

الكلمة الثّانية "ساكن" والجوقة تعرف في التّرانيم الّتي قدّمتها كم مرّة وردّت كلمة ساكن أو بيت. نحن نعرف في أماكن كثيرة هناك ترانيم رائعة أو بعض الأغاني الّتي تشبه الّترانيم، "بيتي أنا بيتك" أو "يا ساكن العالي" وغيرها من التّرانيم. السّكن له معنى عميق جدًّا في حياتنا الإنسانيّة، في الفلسفة السّكن يتحوّل إلى الأنا بمعنى أنّ من يسكن فيّ لمدّة معيّنة يصبح منّي ويصبح قطعة من جوهري ومن كياني.إذا كان الله في مكانه ولم يسكن فيّ ماذ يتغيّر فيّ؟ مهمّ جدًّا أن يسكن الله فيّ، وحده دون شريك له في قلبي. قد تسألون كيف؟ ألا يجب علينا أن نحبّ بعضنا؟ لا يمكننا أن نحبّ إذا كنّا لا نعرف كيف نحبّ الله أوّلاً وفوق كلّ شيء، هذه وصيّة يسوع لنا "أحبب الرّبّ إلهك قبل كلّ شيء، بكلّ قوّتك وبكلّ قلبك وبكلّ فكرك". هذا الحب هو الّذي يحدّد سكن الله فيّ. لا يمكن أن أحبّ إذا لم يكن الله ساكنًا فيّ.

الكلمة الثّالثة "القلب" . سمعنا في بعض التّرانيم عن بيوت مهدّمة وآمال ضائعة، عن ضياع، عن حروب، عن بيوت تدمّرت أمام أعين ساكنيها، لكن الله جعل قلبنا أفضل بيت وأجمل سكن. الله يحوّل قلوبنا إلى مساكن لائقة. حتّى في السّماء يخبرنا الإنجيل "أعددت لكم مسكنًا". السّماء بيوت، والأرض بيوت، والقدّيس بولس قال "أنتم هياكل الرّوح القدس" أيّ بيت الرّوح القدس، الهيكل هو بيت الله، نحن في هذه الكاتدرائيّة في بيت من بيوت الله .القلب عندما يتحوّل إلى بيت لايعود الله يفتّش عن منزل، ولربّما هذا ما جعل يسوع يتجسّد في مزود ومغارة وليس في بيت، لكي يقول لنا لا أريد أن أسكن في مكان من دونكم، أريد أن أسكن في قلوبكم ومعكم. طلب الله هو أن تكون قلوبنا مسكنًا له."

وإختنم المطران ابراهيم كلمته قائلاً: "أشكر الجوقة على هذا العنوان الرّائع لأمسية اللّيلة، أشكرهم على هذا الأداء الرّائع وأقول لهم: زحلة من دونكم لا تكون كما هي اليوم، زحلة تفرح بكم، كنائسها وشوارعها تردّد نغماتكم، أنتم لا تعرفون أنّ المواهب الّتي تقدّموها هي نعمة كبيرة لآذان النّاس تعبر إلى القلوب، ومن خلال أصواتكم نعود إلى الطّريق الّتي يعبرها الله إلى قلوب النّاس.

أصواتكم هي أمانة وجمال، أصحاب الأصوات الرّائعة في كلّ أنحاء العالم هم الفنّانون الكبار الّذين قبلوا لا بل تشرّفوا بأن يرنّموا . لدينا مغنّين كبار لكنّهم لم يرنّموا، الّذين رنّموا هم الّذين استثمروا نعمة الله والموهبة الّتي أعطاهم إيّاها، وأنتم هكذا تفعلون.

أسأل الرّبّ أن يبارككم، أشكركم بإسم كلّ الحاضرين على تعبكم وعطائكم.

كلّ عيد والجميع بألف خير."