المطران ابراهيم دشّن كنيسة القدّيسة بربارة في زحلة بعد تجديدها
في عظته، هنّأ ابراهيم أبناء الرّعيّة بالكنيسة وشكر الرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة على خدماتها في الأبرشيّة، وقال بحسب إعلام الأبرشيّة:
"نجتمع اليوم في كنيسة القدّيسة الشّهيدة بربارة، في قلب حيّ البربارة في زحلة، لنحتفل بمناسبة مباركة وعزيزة على قلوبنا جميعًا- تدشين ترميم سقف كنيستنا العريقة وتبريك الأيقونات الجديدة الّتي تزيّن جدرانها المقدّسة. لهذا الإنجاز الرّوحانيّ العظيم، ندين بالشّكر لكاهن رعيّتنا النّشيط، الأب جاورجيوس شبوع، ولوكلاء الوقف والمحسنين الّذين عملوا بلا كلل لجعل هذا الحلم حقيقة.
في كلّ قدّاس إلهيّ نصلّي "يا ربّ، قدّس المحبّين بهاء بيتك." إنّ هذه الكلمات تتردّد في أذهاننا وقلوبنا اليوم، مذكّرةً إيّانا بأهمّيّة بيت الرّبّ في حياتنا الرّوحيّة. بيوت الرّبّ ليست مجرّد مبانٍ من حجر وخشب، وليست أهراءاتٍ نخزُنُ فيها غلالنا وخيراتنا ونقول لأنفسنا، لنا الآن كنيسة رائعة لسنوات كثيرة. هذا بالطّبع شيء ممتاز، لكن في حالة واحدة نقول فيها: لقد بنينا الآن الحجر فلنتابع إلى بناء الإنسان وبناء البشر، فالكنائس لا تكتمل قبل أن تصير أماكن حيث يلتقي السّماويّ بالأرضي، وحيث نجد السّلام والتّعزية، وحيث نشعر بحضور الله الحيّ في حياتنا.
في ترميم كنيستنا وتزيينها بالأيقونات الجديدة، نعكس حبّنا لبيت الرّبّ. حبٌ يجب أن يكون مركزيًّا في حياتنا كما كان في حياة القدّيسة بربارة شفيعة هذه الكنيسة المقدّسة. فقد عاشت بربارة حياتها في محبّة عميقة لله، واجهت فيها التّحدّيات والتّجارب بإيمان وثبات. كان حبّها لله يتجاوز كلّ العقبات، حتّى في وجه الاضطهاد والشّهادة. لأنّها اختارت أن تصير هي نفسُها الأهراء الّذي يسكنه الله إلى الأبد، فلا يَنضَبُ فيها الخير من بعد.
اليوم، ونحن ننظر إلى جدران كنيستنا المتجدّدة وأيقوناتها البهيّة، ندعو كلّ واحد منّا ليجدّد حبّه والتزامه تجاه بيت الرّبّ. لتكن كنيستنا مصدر إلهام لنا جميعًا لنعيش حياتنا بمحبّة وتفاني، كما فعلت القدّيسة بربارة.
أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء في المسيح، اجتماعنا اليوم، ليس فقط لنحتفل بتجديد هذه الكنيسة، بل أيضًا لنشهد على كرم وتفاني الرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة في خدمتها التّاريخيّة والمتواصلة لهذه الرّعيّة ولهذه الكنيسة العزيزة على قلوبنا.
إنّ الرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة، بخدمتها الرّوحيّة والاجتماعيّة على مرّ السّنين، قد شكّلت جزءًا لا يتجزّأ من تاريخ هذه المدينة العظيمة زحلة وهذه المنطقة ومن حياة أبرشيّتنا البقاعيّة. لقد كان الرّهبان الشّويريّون وما زالوا رمزًا للعطاء والبذل، ينشرون رسالة المسيح من خلال أعمالهم وكلماتهم.
اليوم، نحن سعيدون بوجود رئيسها العامّ، الأرشمندريت برنارد توما بيننا. إنّ حضورَه يُمثِّلُ تاريخًا عريقًا ويُعبّر عن الرّابطة القويّة بين الرّهبانيّة وهذه الرّعيّة.
نتذكّر اليوم، ونحن نقف في هذا المكان المقدّس، كلّ الرّهبان الأموات والأحياء الّذين عملوا بلا كلل لخدمة هذه الكنيسة ورعيّتها. كما نتذكّر أولئك الّذين قضوا حياتهم في الصّلاة والخدمة من أبناء وبنات هذه الرّعيّة الّذين ساهموا بجهودهم وتبرّعاتهم، وجعلوا من قصّة هذه الكنيسة قصّة محبّة وإيمان وتضامن.
دعونا نصلّي اليوم من أجل هذه الرّهبانيّة الباسيلّية الشّويريّة الغالية، ونطلب من الرّبّ أن يباركها بالقوّة والقداسة كي تستمرّ في نشر رسالته الإلهيّة.
دعونا نجدّد التزامنا بحبّ بيت الرّبّ والعمل من أجل خير رعيّتنا، مستلهمين مثال القدّيسة بربارة والرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة، لنكون دائمًا شهودًا للمحبّة والإيمان في هذا العالم. آمين."
في ختام القدّاس، كانت كلمة لرئيس الرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة الأرشمندريت برنار توما شكر فيها المطران ابراهيم على محبّته للرّهبانيّة، مؤكّدًا أنّ علاقة الرّهبانيّة بالأبرشيّة وبالرّعايا الّتي تخدمها هي علاقة محبّة وخدمة صادقة.
تبع القدّاس التّهاني ونخب المناسبة في قاعة الأب مرتينوس.