لبنان
07 كانون الثاني 2022, 13:30

المطران ابراهيم احتفل بعيد الظّهور الإلهيّ: يسوع لبسنا قبل أن نلبسه

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بصلاة غروب عيد الظّهور الإلهيّ وتبريك القرابين واللّيتورجية الإلهيّة للقدّيس باسيليوس ورتبة تبريك المياه، في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، بمشاركة المطران عصام يوحنّا درويش والنّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم، بحضور النّائب جورج عقيص ووزير الإعلام الأسبق ملحم رياشي وجمهور المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، كانت عظة للمطران ابراهيم تحدث فيها عن معاني العيد فقال :"بإسمي وبإسم سيّدنا عصام أتوجّه إليكم بالمعايدة في هذا العيد المبارك.

إسمحو لي أن أرحّب بالوزير ملحم رياشي والنّائب جورج عقيص، لأنّهم أشخاص من هذه الكنيسة الّتي تشهد في المجتمع على عدّة مستويات، ليس فقط من النّاحية الدّينيّة. المسؤوليّات تتشعّب وهناك مسؤوليّات حسّاسة مهمّة جدًّا لنا ككنيسة كي نشهد وكي نعلن إيماننا بالمسيح في الأمكنة الصّعبة من العالم، لذلك نحن نحارَب لأنّنا ضمير هذا المجتمع، والأشخاص الّذين يحملون إيمانهم معهم إلى أمكنة عملهم في رسالتهم في هذا المجتمع يحارَبون كما تحارَب الكنيسة، لأنّهم سعاة سلام على صورة المسيح الّذي بمعموديّته ساوى ذاته بكلّ واحد منّا.

القائد يتحرّك ولا يشاهد الأحداث من بعيد. الله قائد وهو مصدر كلّ قيادة. لذلك الله تحرّك من عرش الملكوت، من سمائه، وتنازل وأخلى ذاته آخذًا صورة عبد. المسيح مثلنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة. معموديّة يسوع لم تكن مثل معموديّة الآخرين إنّما كانت علامة إلهيّة أنّ البشر متساوون. حتّى القائد الإلهيّ يسوع المسيح ساوى ذاته بالنّاس، خضع للنّاموس، هو الله الّذي في يده كلّ سلطان وكلّ قدرة وكلّ إرادة تغيير، خضع للنّاموس لكي يقول للّذين بيدهم السّلطة أنّه ليس من العيب أن تنحنوا وأن تتقبّلوا من الآخرين كما تقبّل يسوع المعموديّة من يوحنّا، أن نتقبّل من الآخرين نجاحاتهم وننحني أمامها ونعانق أوجاعهم، نتبنّاها وكأنّها صارت جرحًا شخصيًّا .

نحن لا نكون مسيحيّين إذا لم نتحمّل مع الآخرين أوجاعهم وآلامهم .

يسوع لبسنا قبل أن نلبسه، دخل في كياننا يغيّرنا ويحوّلنا إلى أناس لديهم إيمان ومحبّة وتواضع، يؤمنون بالإنسان كما يؤمنون بالله.

الله هو الكمال ولا يحتاج إلى شيء منّا، الصّلاة تكمّلنا نحن، عمل الخير يكمّلنا نحن، المحبّة والتّأمّل يكمّلاننا نحن، فقط يحتاج إلى أمر واحد: أحبّوا بعضكم بعضًا. أنتم الّذين بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم كما لبسكم المسيح، عندها نصبح على صورة المسيح، على تواضع ومحبّة ومساواة المسيح، وكلّ واحد منّا يؤمن بالمساواة ويسعى للسّلام ويحبّ الآخرين كما يحب الله هو إنسان يحرّك مسرّة الله، ويفرح قلب الله.

أتمنّى أن يكون هذا العيد هو عيد فرح نلبس فيه المسيح مع إدراك عميق بأنّ المسيح قد لبسنا أوّلاً وهو أحبّنا أوّلاً وانحنى أمامنا وأمام أوجاعنا.

كلّ عيد وأنتم بخير".

وفي نهاية القدّاس ترأّس المطران ابراهيم رتبة تقديس المياه، وبارك فيها المؤمنين، ورشّ أرجاء الكاتدرائيّة بالماء المقدّس.