لبنان
27 شباط 2023, 15:00

المطران إبراهيم: تتجلّون في هذه الكنيسة أيقونات يحبّها المسيح ويحفظها

تيلي لوميار/ نورسات
في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- زحلة، ترأّس راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم القدّاس الإلهيّ لمناسبة الذّكرى الحادية والخمسين لتأسيس فج زحلة الرّابع في جمعيّة الكشّاف اللّبنانيّ، وعيد مولد مؤسّس الحركة الكشفيّة في العالم اللّورد روبرت بادن باول، بمشاركة النّائب الأسقفيّ العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأبوان يوسف شاهين وشربل راشد.

بعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران ابراهيم عظة تحدّث فيها عن تذكار تنصيب الأيقونات في الأحد الأوّل من الصّوم المبارك وهنّأ الفوج الرّابع بعيده وقال، بحسب إعلام المطرانيّة:" تحتفل الكنيسة في هذا الأحد الأوّل من الصّوم المعروف بأحد ألأرثوذكسيّة وهو الأحد السّادس قبل الفصح بتذكار تنصيب الأيقونات المقدّسة. كما نحتفل اليوم مع العالم بعيد مولد روبرت بادن باول الّذي أسّس الحركة الكشفيّة، كما نحتفل ‏بالذّكرى الـ٥١ لتأسيس فوج زحلة الرّابع القائم في مطرانيّتنا وفي كاتدرائيّتنا، كاتدرائيّة سيّدة النّجاة.

وكم أشكر في بداية هذه المشاركة الرّوحيّة في خدمة الكلمة تلفزيون نورسات الّذي ينقل مباشرة وقائع هذا القدّاس الإلهيّ شاكرًا القيّمين عليه ومتمنّيًا لهم المزيد من الإشراق في نقل نور المسيح إلى العالم أجمع.

أيّها الأحباء، يأتي زمن الصّيام المقدّس ليحثّنا على الصّلاة المكثّفة والصّوم وممارسة الفضيلة والتّوبة وسائر الأعمال الصّالحة، الّتي بها نسترجع جمال أيقونة الله فينا. لهذا السّبب وضعت لنا الكنيسة المقدّسة تذكار الأيقونات في هذا الأحد الأوّل من الصّوم. و"أيقونة" كلمة يونانيّة تعني "صورة". فكلّ واحد منّا هو "أيقونة الله"، لأنّه خلق على صورة الله ومثاله (تكوين 1/27). لكنّنا بالخطيئة شوّهنا هذه الأيقونة.  

أمّا قصّة هذا العيد فتعود إلى سنة 787 حيث انعقد المجمع المسكونيّ السّابع في مدينة نيقية (في تركيا حاليًّا)، ضدّ بدعة محطّمي الأيقونات، وهي آخر بدعة اجتاحت الكنيسة الشّرقيّة وأدمتها أكثر من قرن. وأعلن المجمع شرعيّة تكريم الأيقونات المقدّسة، لأنّ ما يُقدّم لها من تكريم إنّما يهدف الله والقدّيسين الّذين تمثّلهم. وفي سنة 843 انعقد مجمع محلّيّ في القسطنطينيّة، وقرّر الاحتفاء كلّ سنة، في الأحد الأوّل من الصّوم، بذكرى انتصار الإيمان القويم (وباليونانيّة الإيمان "الأرثوذكسيّ".

ألأيقونة هي كلمة الله المكتوبة بألوان كتلك المكتوبة بحروف في الإنجيل. عندما تسمحون لأيقونة أن تسكن بيوتكم تفتحون بالفعل عينه بابا على ملكوت السّماء لأنّ الأيقونة هي مدخل إلى شركة حقيقيّة مع سكّان السّماء. هي ليست نافذة نعاين منها جمال الملكوت فقط، بل بابًا منه ندخل إلى لقاء روحيّ حقيقيّ مع هذا الجمال أيّ مع أهل الملكوت. لا تتركوا هذه الأبواب مغلقة ولا تسمحوا أن تبقى جدران بيوتكم وكنائسكم جدرانًا فاصلة، بل اجعلوها بكرمكم أبوابًا تحرّركم وتقوّيكم لتطرحوا عنكم كلّ اهتمام دنيويّ لتستقبلوا وتلتقوا ملك الكلّ وجماعة القدّيسين الّذين هم أيقونة حيّة للإله الحيّ.  

وجماعة القدّيسين هي أيضًا أنتم الّذين بالمسيح اعتمدتم فلبستم المسيح وصرتم أيقونات حيّة مقدّسة ومختومة بختم موهبة الرّوح القدس. من الآن فصاعدًا، عندما ننظر إلى قريبنا بقلب نقيّ، سنرى وجه الله في ملامح وجهه. دعونا نكون سعداء بهذا الاكتشاف الّذي سيسمح لنا برؤية السّماء على الأرض! هذه هي النّعمة الّتي أتمنّاها لكم من أعماق قلبي في هذا الأحد المبارك.و

إخوتنا الكشّاف يتجلّون اليوم في هذه الكنيسة أيقونات يحبّها المسيح ويحفظها. وكم جميلٌ أن يجتمع الإخوة تحت سقف واحد. وخاصّة في هذه المناسبة عيد مولد اللّورد بادن بأوّل العظيم الّذي أسّس هذه الحركة الشّبابيّة وأيضًا ‏الذّكرى ٥١ لتأسيس فوج زحلة الرّابع المتواجد في مطرانيّتنا. عندما نقرأ القوانين الكشفيّة ندرك أنّها مستمدّةٌ من الشّرائع السّماويّة الّتي تدعو إلى المحبّة والتّضامن والحفاظ على البيئة والطّبيعة ومساعدة الغير والمحتاج. ‏أدعوكم يا أحبّائي الكشّاف المحافظة على هذه المبادئ وخاصّة على عمل الخير كلّ يوم. فهذا المبدأ هو من جوهر عملكم الكشفيّ والإنسانيّ وبالأخصّ في هذه الظّروف الصّعبة الّتي نمرّ بها. فلنتساعد إذن مع المؤسّسات الخيريّة الّتي تقوم بهذه الأعمال الطّيّبة كطاولة يوحنّا الرّحيم وباقي المؤسّسات والجمعيّات المماثلة. أتقدّم من الجمعيّات الكشفيّة في زحلة والبقاع وكلّ وطننا الحبيب لبنان بالتّهنئة بهذه المناسبة مولد بادن باول. وأذكّركم بتفسير التّحيّة الكشفيّة الّتي تعني الصّدق والإخلاص والطّهارة وأنّ الصّغير يطيع الكبير والكبير يحمي الصّغير. ما أجمل هذه الرّوحيّة الكشفيّة. أتمنّى لفوج زحلة الرّابع بعيده ٥١ التّقدّم والاستمراريّة، وأقدّم معايدتي للقادة القدامى ‏والعاملين وأفراد الفوج ‏وأقول لهم المطرانيّة بيتكم والمطران خادمَكم وصديقكم وأخيكم وأختم بالشّريعة الرّابعة ‏للشّرائع الكشفيّة: ‏الكشّاف صديق الجميع وأخ لكلّ كشّاف. أنتم إخواننا وأطفالنا وشبابنا ومستقبلنا وفخرنا. الله معكم وكلّنا لكم!

في الختام أذكّركم أيّها الأحبّاء أنّكم أيقوناتٌ حيّةٌ وصُور المجد الإلهيّ وأنّ الأيقونة تعلن على الملأ أنّ القداسة ممكنة كما انّها تحاول أن تُضْفي على أجسادنا قبَسًا من روح الله. حافظوا على قداستكم وجمالكم الرّوحيّ وتجلّي الرّوح فيكم ونعمة التّألّه المعطاة لكم."

وقبل المناولة جدّد الكشفيّون الوعد الكشفيّ بمشاركة المطران ابراهيم.

وفي نهاية القدّاس، أقيم تطواف بالأيقونات المقدّسة في الباحة الخارجيّة للكاتدرائيّة بمشاركة الكشّاف والمؤمنين، وتقبّلت قيادة الفوج الرّابع التّهاني بالمناسبة في صالون المطرانيّة.