لبنان
18 كانون الثاني 2023, 12:15

المطارنة الموارنة يدينون التّوقيفات الكيديّة لأهالي ضحايا تفجير المرفأ ويعلنون وقوفهم إلى جانبهم

تيلي لوميار/ نورسات
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشّهريّ اليوم الأربعاء 18 كانون الثّاني/ يناير 2023، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، ومُشارَكة الرّؤساء العامّين للرّهبانيات المارونيّة. وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التّالي:

"1- إستمع الآباء من صاحب الغبطة إلى الأجواء التي رافقت زيارته الرّاعويّة والرّسميّة إلى العاصمة البريطانيّة. وأبدَوا ارتياحهم إلى نتائجها، ولاسيّما على صعيد حضور لبنان على رغم الأوضاع الصّعبة التي يمرّ بها، وتأكيد المسؤولين السّياسيّين والرّوحيّين هناك وقوفهم إلى جانبه في محنته المُتمادِية.

2- يشجب الآباء بشدةٍ عرقلة التّحقيق في قضيّة تفجير مرفأ بيروت. ويدينون التّوقيفات الكيديّة التي يتعرّض لها أهالي الضّحايا. ويدعون مجددًا السّياسيّين، خصوصًا مع وصول الوفد القضائيّ الأُوروبيّ، إلى رفع يدهم عن القضاء ليواصل عمله من أجل كشف ملابسات هذه الجريمة ومحاكمة المُذنِبين وتبرأة الأبرياء بما تُحدِّده القوانين المرعيّة الإجراء. ويعلنون وقوفهم حتّى النهاية إلى جانب أبنائهم وبناتهم الصّارخين بوجعهم في الشّارع تحقيقًا لانضباط سير العدالة.

3- يُبدي الآباء تخوُّفهم من ترحيل انتخابِ رئيسٍ جديد للبلاد إلى أمدٍ لا يعرفه أحد، ولا يجلب على اللّبنانيّين سوى مزيدٍ من المُعاناة. ويُكرِّرون مطالبتهم المجلس النّيابيّ بتحمُّل مسؤوليّاته على هذا الصّعيد، والمُسارَعة إلى بت هذا الاستحقاق الدّستوري الأساسيّ، درءً لمزيدٍ من التّدهور والإنهيار.

4- إنّ التمادي المقصود في شغور سدّة الرّئاسة يولّد أزمة دستوريّة على صعيد الحكومة المستقيلة. فوفقًا للتّوافق الجاري، واستنادًا إلى الإجتهاد والفقه القانونيّ والنّقاش الأكاديميّ، لا يحقّ لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للإنعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحقّ له أن يصدر مراسيم ويوقّعها من دون توقيع جميع الوزراء، عملًا بالمادّة 62 من الدّستور. ومن الواجب العودة إلى الإجتهاد الدّستوريّ من أجل تحديد الإطار القانونيّ "لتصريف الأعمال العاديّة و"الأعمال المهمّة" و"حالات الطّوارئ"، منعًا لخلافات البلادُ بغنىً عنها.

5ً- يُحذِّر الآباء، مع صاحب الغبطة، من وجودِ مُخططٍ مرفوض، لإحداثِ فراغٍ في المناصب المارونيّة خصوصًا والمسيحيّة عمومًا في الدّولة. وإنْ دلّ ذلك على شيء، فعلى نيّة خفيّة ترمي إلى تغيير هويّة لبنان المبنيّة على الحريّة وصون كرامة المواطنين، وهي قضيّة لبنان الأساسيّة، كما ترمي إلى تلاشي الدّولة اللّبنانية وصولاً إلى وضع اليد على أشلائها. وهو ما سيتصدّى له اللّبنانيّون واللّبنانيّات بكلّ قواهم.

6ً- يتخوّف الآباء من تفاقم الأوضاع الإقتصاديّة والماليّة والاجتماعية، بما يتجاوز الحدود التي لا يعود ينفع حيالها أيّ علاج. ويدعون إلى إيلاء الجانب الاجتماعيّ أولويّة على ما عداه. ويُخاطِبون ضمائر المسؤولين اللّبنانيّين وأصدقاء لبنان عربًا وأجانب، سائلين إنهاء مسلسل الكوارث الحالّة به، قبل أن يستحيل غضب المواطنين انتفاضة كبرى لا تتوقّف إلا بتوقُّف التّضحية ببلادهم على مذابح الأنانيّات والمصالح الخارجيّة والدّاخليّة.

7ً- يوجّه الآباء تهنئتهم الى أبنائهم واللّبنانيّين كافّة بالسّنة الجديدة التي بدأت، راجين الله أن تكون فاتحة أمل ببدء انتهاء محنة البلاد التي طالت وتمادت، ويحثّون الجميع على تكثيف صلواتهم وتضحياتهم كي يمن الله بالسّلام والاستقرار على وطننا وعلى العالم أجمع. وفي أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين فإنّهم يدعون أبناءهم وبناتهم، إكليروسًا وعلملنيّين، للمشاركة في صلاة الكنيسة الجامعة لهذه الغاية التي من أجلها صلّى المسيح الرّبّ: "أيّها الآب القدّوس، ليكونوا واحدًا كما نحن واحد" (يو 17: 11)، وللعمل معًا من أجل تحقيق هذه الوحدة.""