المطارنة الموارنة: نفتح أبرشيّاتنا ومؤسّساتنا وأديارنا للمتضرّرين، والسّبت يوم صوم وصلاة من أجل لبنان الرّسالة
"1-تلقَّينا خبر الانفجار الزّلزال المدوِّي الذي هزَّ العاصمة بيروت مساء البارحة، وتتبَّعنا طوال اللّيل تفاصيل الكارثة الضّخمة التي خلَّفت عشرات الضّحايا وآلاف الجرحى، ودمارًا هائلاً في المنازل والمؤسّسات والمستشفيات والمدارس والكنائس والأديار ودور العبادة والمنازل، وضربت المواطنين بنفوسهم وأرزاقهم. وتأثّرنا بالغ الأثر بالمشاهد المروّعة التي عُرضت عبر وسائل الإعلام المحلّيّة والدّوليّة. وتفطَّرت قلوبنا على الضّحايا الأبرياء، وعلى شهداء الوطن المنزوف والذي كان ينوء تحت وطأة الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة الخانقة؛ وهو لا يزال اليوم يلملم جراحه ويحاول النّهوض من تحت الرّكام متمسّكًا براية الظّفر وبالإيمان والرّجاء بإعادة البناء.
نشعر مع اللّبنانيين بالحزن الذي يلفّ البلاد وبالألم الذي ينخر عظام بيروت وضواحيها، وكلّنا بيروت، العاصمة المفتوحة على العالم والتي دُمِّرت مرارًا وقامت من بين الرّكام لتبقى ملتقى الحضارات والدّيانات ومعقل الحرّيّة والعيش الواحد.
2- إنّنا نقف متضامنين مع إخوتنا وأخواتنا أبناء بيروت واللّبنانيّين، وبخاصّة المتضرّرين منهم والمجروحين والمتألّمين والمشرَّدين. ونعبّر لهم عن قربنا ومحبّتنا المتجسّدة وأخوّتنا الإنسانيّة؛ وكنيستنا بإكليروسها ومؤمنيها كانت دومًا رائدة في الحقل الإنسانيّ وفي طليعة المناضلين من أجل حقوق الإنسان في الحرّيّة والكرامة.
3- وتجسيدًا لهذا التّضامن، نعلن أننا نفتح أبرشيّاتنا ومؤسّساتنا وأديارنا، ونضع كل إمكانيّاتنا لمساعدة المتضرّرين من الانفجار – الكارثة ولاستقبالهم والاهتمام بهم، لاسيّما في حاجاتهم الضّروريّة الغذائيّة والطّبّيّة بالتّعاون مع رابطة كاريتاس لبنان وسواها من المؤسّسات العاملة في الخدمة الاجتماعيّة. وقد حددت الأبرشيّات والرّهبانيّات مراكز ومدارس وأديارًا لاستقبال المتضرّرين.
ونطلب من أبنائنا المقتدرين أصحاب الأيادي السّخيّة أن يقفوا وقفة تضامنيّة مع الإخوة المتضرّرين بكلّ الوسائل المتاحة لكي ينهضوا من ضيقهم وشدّتهم.
4- لمناسبة عيد تجلّي الرّبّ ولقرب عيد انتقال السّيّدة العذراء إلى السّماء، نطلب من كهنة رعايانا وشعبنا تخصيص نهار السّبت 8 آب يوم صوم وصلاة وتوبة على نيّة وطننا المجروح لبنان الرّسالة. ونصلّي لراحة أنفس الشّهداء وعائلاتهم، ومن أجل شفاء الجرحى، ومن أجل الطّاقم الطّبّيّ والمسعفين وعناصر الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة والدّفاع المدنيّ والصّليب الأحمر اللّبنانيّ، طالبين من الرّبّ بشفاعة العذراء مريم وجميع قدّيسينا أن يقوّينا جميعًا، مسؤولين ومواطنين، على القيام بفعل توبة صادق نتخلّى فيه عن مصالحنا الشّخصيّة ونعمل بالتّضحية الواجبة من أجل الخير العامّ وإعادة بناء لبنان وطن الحرّيّة والأخوّة ودولة القانون. وكلُّنا رجاء أنّنا قادرون على ذلك."