لبنان
04 آذار 2020, 11:20

المطارنة الموارنة: لتبادل السّلام من دون المصافحة وإعطاء المناولة باليد

تيلي لوميار/ نورسات
عقد اليوم المطارنة الموارنة اجتماعهم الشّهريّ في الصّرح البطريركيّ في بكركي، برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، ومُشاركة الآباء العامّين للرّهبانيّات المارونيّة. وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التّالي:

"1- تتوجّه أنظار اللّبنانيّين إلى الحكومة اللّبنانيّة لأخذ التّدابير المناسبة بخصوص الدّيون المستحقّة، وللقيام بالإجراءات والإصلاحات اللّازمة والضّروريّة والماسّة لضبط المال العامّ، وانتشال البلاد من ضائقتها الماليّة والاقتصاديّة والمعيشيّة الّتي يعاني منها المواطنون. ويرى الآباء ضرورة توافر عاملَين أساسيَّين لإنجاح عمل الحكومة: الأوّل داخليّ، يتمثّل في تسهيل عمل الحكومة بإبعاد العراقيل السّياسيّة عن مسيرتها وتوفير المناخات الملائمة لاستعادة وضع يد الدّولة على الحركة الماليّة؛ والثّاني خارجيّ، يتمحور حول استجابة الأشقّاء والأصدقاء مطالب لبنان منهم على صعيد الدّعم الماليّ للبرنامج الحكوميّ. وهم يأملون بقرب انطلاق عمليّة الإنهاض الماليّ والاقتصاديّ والمعيشيّ، بما يسمح للّبنانيّين بالاطمئنان إلى حقوقهم في هذه المجالات.

2- يهيب الآباء بالمسؤولين السّياسيّين والاقتصاديّين على كلّ المستويات أن يعملوا جاهدين للحفاظ على أموال المودعين ولاسيّما الصّغار من بينهم، لأنّها حقٌ لأصحابها وحاجةٌ لتأمين عيشٍ كريمٍ لهم ولعيالهم، وذلك من ضمن الحفاظ على النّظام الاقتصاديّ الحرّ ودور المؤسّسات الماليّة والمصرفيّة، مع ضرورة إدخال الإصلاحات اللّازمة فيها كي تعبِّر بشكلٍ أفضل عن التّضامن الوطنيّ، وتستمرَّ بإعطاء صورةٍ حضاريّة مشرقة عن لبنان.

3- يُجدِّد الآباء دعوتهم المُلِحَّة أفرقاء الدّاخل جميعًا إلى وضعِ حدٍّ للسّجالات السّياسيّة والإعلاميّة في ما بينهم، في وقتٍ يبدو لبنان في أمس الحاجة إلى تضامنٍ وطنيّ إنقاذيّ، وإلى تضافر الجهود سعيًا إلى إعادة بناء دولته على قواعد حديثة، قانونيّة، شفّافة، آمنة وضامنة. إنّ المأساة العامّة المُحدِقة تستوجب ذلك، ومحبّة الوطن وأهله تمرّ بالعمل معًا في أجواء من الجدّيّة والمسؤوليّة.

4- يُراقِب الآباء بقلقٍ ظاهرة تفشّي ﭭـيروس الكورونا في أقطار العالم، وبلوغه لبنان. وهم إذ يتابعون الإجراءات الرّسميّة المُتعلِّقة بمُحاصَرة المرض، والعناية بالمصابين، والتّشدُّد في مُراقَبة المعابر وفي الخطوات الوقائيّة، يدعون أبناءهم إلى الثّبات في إيمانهم وعدم التّسليم للخوف، ويحثّونهم على السّهر على الوقاية الشّخصيّة والجماعيّة متقيِّدين بتوجيهات وزارة الصّحّة العامّة. ولتجنّب نقل العدوى بشكلٍ لا إراديّ يدعون المؤمنين في الاحتفالات اللّيتورجيّة الى تبادل السّلام من دون المصافحة، كما يدعون الكهنة إلى إعطاء المناولة باليد تحت شكل الخبز فقط، وذلك كتدبيرٍ مؤقّت إلى حين انتهاء هذه الظّاهرة.

5- يؤكّد الآباء إرادة الكنيسة المارونيّة بالاستمرار في مساعدة أبنائها وبناتها في هذه الظّروف الدّقيقة والصّعبة من خلال مؤسّساتها الاجتماعيّة والتّربويّة والصّحّيّة والاقتصاديّة بالتّعاون مع باقي المؤسّسات الرّسميّة والخاصّة محافَظةً على كرامة الإنسان في لبنان والعيش اللّائق للجميع.

6- فيما تواصل كنيستنا صومها، ويبدأ زمن الصّوم لدى الكنائس الشّرقيّة الشّقيقة، يبتهل الآباء من أجل أن يكون هذا الزّمن زمنَ مُصالَحةٍ وتآلف بين أبنائهم وبناتهم، وبين اللّبنانيّين كافّة، إلى أيِّ دينٍ أو جهة انتمَوا، وزمنَ نعمةٍ عليهم وعلى عيالهم، وعلى الوطن الحبيب الّذي نُصلّي ليستعيد بهاء أيّام الازدهار والطّمأنينة والرّاحة، بعد عقودٍ من الشّدّة وعدم الاستقرار".